ومن العوامل الباعثة على اجتماع الناس حول القائد ، سلامته في بدنه من التشوّه ، ومن الأمراض التي يستوحش الناس معها من التعاطي مع المصاب بها ، كالجذام والبرص .
إنّ لحسن الخُلُق وكماله تأثيراً خاصاً في جذب الناس ، كما أنّ لِقَسْوَة القلب وفظاظة المعاملة تَأثيراً في تنفير الناس ، فلهذا يلزم أن يكون الأنبياء في القمة من صفاء النفس ولين الطباع ، والتواضع والنزاهة عن الحسد والتجبّر وما شاكل ذلك .
قال سبحانه : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ ، وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ) (١) .
كما أنّ للعقل سهماً وافراً في حقل القيادة ، فيجب أن يكون الأنبياء على درجة عالية من الذكاء والفطنة والرأي القاطع لا يتردَّدون في أُمورهم بعد تبيُّنها .
وقد ذكرنا سابقاً قوله عليه السلام . « ولا بعث الله نبياً ولا رسولاً حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من عقُول أُمته » (٢) .
إنّ البسطاء من الناس ـ وما أكثر وجودهم في الأُمم ـ ينظرون إلى البواطن
__________________
(١) سورة آل عمران : الآية ١٥٩ .
(٢) الكافي ، ج ١ ، كتاب العقل والجهل ، الحديث ١١ .