القرآن الكريم يبحث عن أسرار الجبال ، والآثار المترتبة عليها في آياتٍ شتّى ، تكشف لنا دورها في ثبات القشرة الأرضية ، وتأثيرها في جريان الأنهار الكبيرة .
قال سبحانه : ( وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (١) .
وقال سبحانه : ( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا ) (٢) .
وقال سبحانه : ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) (٣) .
ويستفاد من هذه الآيات أنّ للجبال دوراً عظيماً في الأُمور التالية :
١ ـ الجبال هي الحافظة لقطعات القشرة الأرضية ، تقيها من التفرق والتبعثر ، كما أنّ الأوتاد والمسامير تمنع القطعات الخشبية عن الإنفصال .
٢ ـ الجبال تمنع المواد السائلة الملتهبة الواقعة تحت الأرض ، من الإنفجار والإندلاع ، حسب طاقات المواد ، ولولاها لكانت الأرض على غير هذه الصورة ، ولوجدتها إِثْر الضغط المستمر الناتج بسبب المواد الكامنة في جوفها ، في مَيَدان دائم واضطراب ، وإذا كنا نجد في بعض المواضع جبالاً تتدفق منها الحِمَم فما ذلك إلّا لبلوغ الضغط مبلغاً عظيماً في الشدّة ، يفوق قدرة الجبال ، وتنوء عن تحمّله .
٣ ـ وجود علاقة بين الجبال وتوفير الماء ، حيث عطف قوله : ( وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا ) ، على قوله : ( وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ ) .
وذلك لأنّ ارتفاع الجبال يوجب انخفاض الحرارة فيها ، وقلّة تأثير الشمس
__________________
(١) سورة النَّحْل : الآية ١٥ ولاحظ سورة لقمان : الآية ١٠ .
(٢) سورة المرسلات : الآية ٢٧ .
(٣) سورة النبأ : الآيتان ٦ و ٧ .