دعائم إعجاز القرآن (٣) |
|
النظم : رصانة البيان واستحكام التأليف .
١ ـ النظم هو لجام الألفاظ ، وزمام المعاني ، وبه تنتظم أجزاء الكلام ويلتئم بعضها ببعض ، فتقوم له صورة في النفس ، يتشكل بها البيان .
٢ ـ النَّظْمُ هو وضع كلِّ لفظ في موضعه اللائق به ، بحيث لو أُبدل مكانه غيره ، ترتب عليه إمّا تبدل المعنى ، أو ذهاب رونقه وسقوط البلاغة معه .
٣ ـ النظم هو رعاية قوانين اللغة وقواعدها ، على وجه لا يكون الكلام خارجاً عمّا هو المرسوم بين أهل اللغة .
هذه تعاريف ثلاثة للنظم ، غير أنّ المقصود منه هنا هو تماسك الكلمات والجمل ، ووضع كل كلمة مكانها . وأمّا رعاية القوانين ، فهي وإن كانت دخيلة في تحقق النظم ـ فإنّ الكلام الخارج عن إطارها متخلخل ـ غير أنّ القرآن أرفع شأناً من أن يعرض على القواعد ، بل هي تعرض عليه ، كما تقدم . ولأجل ذلك نركّز في النظم على الأمرين الأولين ، الإنسجام أولاً ، ووضع كل كلمة مكانها ، ثانياً .
وقد أعطى الشيخ عبد القاهر الجرجاني
للنظم القسط الأوفر من إعجاز القرآن ، بل جعله السبب الوحيد فيه ، وقال ـ بعد ردّ كل ما يمكن أن يكون وجهاً