تجاه أُورشليم ولمولك رجس بني عمّون * وهكذا فعل لجميع نسائه الغريبات اللواتي يوقدن ويذبحن لآلهتهن * فغضب الربّ على سليمان . . . » . وهكذا يتابع نقل غضب الرب عليه ثم تهديده إيّاه بتمزيق مملكته (١) .
هَبْ أَنَّ النبي لا يلزم أَنْ يكون معصوماً ـ مع أنّ الأدلّة العقلية قائمة على لزوم عصمته ـ فهل يجوز في حكم العقل أن يعبد الأصنام ويبني لها المرتفعات ، ثم يكون داعية للناس إلى التوحيد وعبادة الله ؟! .
إنّ المسيح المبشِّر بالنبي الأعظم ، من الأنبياء العظام ، وصفه سبحانه بقوله :
( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) (٢) .
وبقوله : ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ ، وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) (٣) .
وقد بلغت عناية الله تعالى به أنْ أقدره على التكلّم وهو في المهد صبياً ، يقول سبحانه : ( تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ) (٤) .
وممّا نلفت النظر إليه أنّه سبحانه ينقل عنه قوله : ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ) (٥) .
__________________
(١) العهد القديم ، الملوك الأول ، الأصحاح الحادي عشر ، الجملات ١ ـ ١٣ ، ص ٥٥٣ ـ ٥٥٤ . ط دار الكتاب المقدس .
(٢) سورة النساء : الآية ١٧١ .
(٣) سورة البقرة : الآية ٨٧ .
(٤) سورة المائدة : الآية ١١٠ .
(٥) سورة مريم : الآيتان ٣١ و ٣٢ .