والوجه الرّابع ؛ الثّبات بمعنى : الجماعات ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً)(١) يعنى : جماعات.
والوجه الخامس : ليثبتوك : ليحبسوك (٢) ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ)(٣) يعنى : ليحبسوك سجنا (٤).
والوجه السادس ؛ هو الثّبات بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ)(٥) يعنى : ويشتدّ الرّمل حتى تثبت أقدامهم ؛ ونحوه فى سورة الحجرات : (فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ)(٦).
* * *
__________________
(١) الآية رقم ٧١. «ثبات ؛ واحدتها ثبة. يريد جماعة بعد جماعة» (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ١٣٢) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٣٠) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٤) «أى : جماعات فى تفرقة ، أى حلقة كل جماعة منه ثبة» وانظر : (اللسان ـ مادة : ث. ب. ت).
(٢) فى ل وم : «الثبات بمعنى : الحبس».
(٣) الآية رقم ٣٠.
(٤) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٣٤٤) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٧٩) «... وكانوا أرادوا أن يحبسوه فى بيت ويسدّوا عليه بابه ، ويجعلوا له خرقا ؛ يدخل عليه منه طعامه وشرابه. أو يقتلوه بأجمعهم قتلة رجل واحد. أو ينفوه» وفى (أساس البلاغة ـ مادة : ث. ب. ت) «ومن المجاز : أثبتوه : حبسوه وضربوه حتى أثبتوه أى أثخنوه» وانظر : (تفسير الطبرى ٩ : ١٤٨)
(٥) الآية رقم ١١.
(٦) عامة قراء أهل المدينة بالثاء وذكر أنها فى مصحف عبد الله منقوطة بالثاء وقرأ بعض القراء (فتبينوا) بالباء ؛ بمعنى : أمهلوا حتى تعرفوا صحته ، لا تعجلوا بقبوله ، وكذلك معنى : «فتثبتوا» (تفسير الطبرى ٢٦ : ١٢٣) و «التثبت والتبين متقاربان ؛ وهما طلب الثبات والبيان والتعرف» (الكشاف للزمخشرى ٢ : ٣٤١).