والوجه الثّانى ؛ الجنب : السّفر ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ)(١) : الرّفيق فى السّفر ، وقيل : المرأة فى البيت. (٢)
والوجه الثّالث ؛ الجانب : القلب ؛ قوله تعالى فى سورة «بنى إسرائيل» : (وَنَأى بِجانِبِهِ)(٣). أى : تباعد بقلبه عن الإيمان. (٤)
والوجه الرّابع ؛ الجنب : البعد ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ)(٥) يعنى : عن بعد ؛ وقوله تعالى : (وَالْجارِ الْجُنُبِ)(٦). ومنه الجنابة.
والوجه الخامس ؛ الجنب : هو الجنب بعينه ؛ قوله تعالى فى سورة «تنزيل السّجدة» : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ)(٧) يعنى : الجنوب بعينها ، ويقال لها : الخدود (٨).
والوجه السّادس ؛ الجانب : الجهة ؛ قوله تعالى : (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِ)(٩) ، و (بِجانِبِ الطُّورِ)(١٠) أى : بجهة.
* * *
__________________
(١) الآية ٣٦.
(٢) أى الزوجة. وقال الطبرى : «إن المراد : الصاحب إلى الجنب ؛ ليشمل الرفيق فى السفر ، والمرأة ، والمنقطع إلى الرجل الذى يلازمه رجاء نفعه» (تفسير الطبرى ٨ : ٣٤٤) وبنحوه فى (تفسير القرطبى ٥ : ١٨٨ ، ١٨٩) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٧٣) ، و (غريب القرآن للسجستانى : ٩٦).
(٣) الآية ٨٣ وتسمى سورة الإسراء ؛ وكذا فى سورة فصلت / ٥١.
(٤) كما جاء بنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى : ٣١٥) و (تفسير القرطبى ١٠ : ٣٢١) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٦٤٢).
(٥) الآية رقم ١١.
(٦) سورة النساء / ٣٦ ، «جار جنب ؛ وهو الذى جاورك من قوم آخرين ، ليس من أهل الدار ولا من أهل النسب» (أساس البلاغة للزمخشرى ـ مادة : ج. ن. ب) وفى (غريب القرآن للسجستانى : ٩٥ ، ٩٦) «أى الغريب» وبنحوه فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ٦٤٢) وفى (تفسير القرطبى ٥ : ١٨٣) «الجنابة : البعد» وكذا فى (اللسان ـ مادة : ج. ن. ب).
(٧) الآية ١٦. «أى : ترتفع وتنبو عن الفرش» : (غريب القرآن للسجستانى ٨٠) ومثله فى (الكشاف للزمخشرى ٢ : ١٧٨) و (تفسير القرطبى ١٤ : ١٩).
(٨) فى ل : «إنها الخدود»
(٩) سورة القصص / ٤٤.
(١٠) سورة القصص / ٤٦. ونحوه كما فى سورة مريم / ٥٢ ؛ وسورة طه / ٨٠ ؛ وسورة القصص / ٢٩.