والوجه الثّالث ؛ الجرم : اللّواط ؛ قوله تعالى فى سورة الأعراف : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ* وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ)(١) يعنى : فعال قوم لوط.
والوجه الرّابع ؛ ((٢) الجرم : العداوة ؛ قوله تعالى (٣)) : (لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي)(٤) يعنى : لا يحملنّكم عداوتى (٥) ؛ إخبارا عن شعيب (٦) النّبىّ صلىاللهعليهوسلم.
والوجه الخامس ؛ لا جرم يعنى : حقّا ؛ وقد جرم الشّىء ؛ أى : حقّ ، ودخول «لا» على «جرم» ليدلّ على أنّه جواب الكلام ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ)(٧) ؛ وكقوله تعالى فى سورة «حم المؤمن» (٨) ، ونظيره فى سورة النّحل (٩).
والوجه السّادس ؛ الجرم : الإثم ؛ قوله تعالى فى سورة هود : (فَعَلَيَّ إِجْرامِي) يعنى : آثامى (وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ)(١٠) أى : تأثمون.
__________________
(١) الآيتان ٨٣ ، ٨٤.
(٢) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٣) (٢ ـ ٢) سقط من ص والإثبات عن ل وم.
(٤) سورة هود / ٨٩.
(٥) وهو قول الحسن وقتادة ، وقال السدّى وهو هنا بمعنى العداوة. وقال الزجاج : لا يكسبنكم شقاقى (تفسير القرطبى ٩ : ٩٠) وبنحوه فى (غريب القرآن للسجستانى ٣٤٢) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٩٦).
(٦) فى ل : «ذكره فى قصة شعيب».
(٧) الآية رقم ٢٢. وقوله تعالى : (لا جرم) قال الفراء : إنها بمنزلة قولنا : لا بدّ ، ولا محالة ، ثم كثر استعماله ، حتى صارت بمنزلة : حقّا ، تقول العرب : لا جرم أنك محسن على معنى : حقّا أنك محسن : وأما النحويون فلهم فيه وجوه ؛ الأول : «لا» حرف نفى و «جرم» أى قطع ؛ فإذا قلنا «جرم» معناه إنه لا قطع قاطع عنهم أنهم فى الآخرة هم الأخسرون. الثانى : قال الزجاج : إن كلمة «لا» نفى لما ظنوا أنه ينفعهم ، و «جرم» معناه : كسب ذلك الفعل ؛ والمعنى : لا ينفعهم ذلك ، وكسب ذلك الفعل لهم الخسران فى الدنيا والآخرة. الثالث ؛ قال الأخفش وسيبويه : «لا» ردّ على أهل الكفر ، و «جرم» معناه : حق وصحح ؛ والتأويل : إنه حقّ كفرهم وقوع العذاب والخسران بهم ..» (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٥١) ونحوه فى (تفسيرى الطبرى ١٢ : ١٥ ، ١٦) ، و (تفسير القرطبى ٩ : ٢٠ ، ٢١) و (غريب القرآن للسجستانى : ٣٣٧).
(٨) كما فى الآية رقم ٤٣ ، وتسمى سورة غافر.
(٩) كما فى الآية رقم ٢٣.
(١٠) الآية رقم ٣٥. ونحو ذلك المعنى فى (الكشاف للزمخشرى ١ : ١٦١) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٢٨٧) وفى (تفسير القرطبى ٩ : ٢٩) «الإجرام : مصدر أجرم ، وهو اقتراف السيئة» ومثله فى (تفسير الفخر الرازى ٥ : ٥٧).