والوجه الثانى ؛ الخيانة ؛ الذى يكون ضدّ الأمانة فيخونها (١) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً)(٢) : للّذى يخون الأمانة (٣) ؛ نزلت فى طعمة بن أبيرق ؛ خان درعا من حديد كانت عنده (٤).
والوجه الثّالث ؛ الخيانة يعنى : نقض العهد ؛ قوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً)(٥) يعنى : نقض العهد (٦) ؛ نظيرها فى سورة المائدة : (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلاً)(٧) يعنى : اليهود نقضوا «العهد» (٨) ، وهمّوا بقتل النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ، ومن معه.
والوجه الرابع ؛ الخيانة يعنى : الخلاف فى الدّين ؛ قوله سبحانه فى سورة التحريم : (فَخانَتاهُما)(٩) يعنى : فخالفتاهما فى الدين ؛ كانتا كافرتين (١٠) ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأنفال : (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ) يعنى : أسارى بدر ؛ يقول : وإن يريدوا خلافك فى الدّين : الكفر بك (١١) ، (فَقَدْ خانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ)(١٢) فقد كفروا من قبل ؛ وكقوله تعالى
__________________
(١) فى ل : «التى تكون ضد الأمانة فيخون بها» وفى (توجيه القرآن للمقرئ الورقة ٢٥١) «الخيانة : السرقة».
(٢) الآية ١٠٥.
(٣) فى م : «للذين يخونون».
(٤) راجع تفصيل ذلك فى (أسباب النزول للواحدى ١٧٣) و (أسباب النزول للسيوطى ٦٤) و (الدر المنثور ٢ : ٢١٥ ـ ٢١٩) و (تفسير القرطبى ٥ : ٣٧٦) و (تفسير ابن كثير ١ : ٥٥٠ ـ ٥٥٢) و (البحر المحيط ٣ : ٣٤٣) و (صحيح الترمذى ١١ : ١٦٤ ـ ١٦٨).
(٥) الآية ٥٨.
(٦) كما فى (توجيه القرآن للمقرئ ٢٥١).
(٧) الآية ١٣.
(٨) سقط من ص : والإثبات عن ل وم.
(٩) الآية العاشرة.
(١٠) وفى (توجيه القرآن للمقرئ ـ الورقة : ٢٥١) «أى خالفتاهما فى الدين. يعنى : امرأة نوح وامرأة لوط ؛ لما خالفتا زوجيهما فى الدين بالكفر. وقيل : بالنفاق ، لا فى الفراش ، فقد روى : «ما زنت امرأة نبىّ قط».
(١١) فى م : «يعنى : خلافك : الكفر بك».
(١٢) الآية ٧١.