والوجه الثالث ؛ الدّعاء يعنى : النّداء ، فذلك قوله تعالى فى سورة القمر : (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ) : فنادى ربّه أنّى مغلوب (فَانْتَصِرْ)(١) ؛ وقال ـ عزوجل ـ (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ)(٢) يقول : يوم ينادى المنادى ؛ وقال تعالى : (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ)(٣) يعنى : النّداء ؛ وقال تعالى / : فى سورة «الملائكة» : (إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ)(٤) يقول : إن تنادوهم لا يسمعوا نداءكم.
والوجه الرابع ؛ الدّعاء يعنى : الاستغاثة (٥) ، فذلك قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ)(٦) يعنى : استغيثوا (٧) بشركائكم ؛ وقال تعالى فى سورة يونس : (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ)(٨) يقول : استغيثوا ؛ نظيرها فى سورة هود (٩) ؛ وقال تعالى فى سورة «حم المؤمن» : (وَلْيَدْعُ رَبَّهُ)(١٠) يعنى : «وليستغث بربّه» (١١).
والوجه الخامس ؛ الدّعاء يعنى : الاستفهام ؛ فذلك قوله سبحانه فى سورة البقرة ـ لموسى ـ : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ)(١٢) : استفهم لنا ربّك وسله؟ ونظيرها فى سورة الكهف : (وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ) يعنى : فسلوهم أهم آلهة؟ (فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ)(١٣) بأنّهم آلهة ؛ نظيرها فى سورة الأعراف (١٤) لموسى.
__________________
(١) الآية ١٠.
(٢) سورة القمر ٦
(٣) سورة الروم ٥٢.
(٤) الآية ١٤ ؛ وتسمى سورة فاطر.
(٥) فى م : «الاستعانة» وهما متقاربتان ، والأولى أجود ، وهى كذلك فى (معانى القرآن للفراء ١ : ١٩) و (تفسير الطبرى ١ : ٣٧٧).
(٦) الآية ٢٣.
(٧) فى ل : «استعينوا» كما سلف فى أختها قبل.
(٨) الآية ٣٨.
(٩) الآية ١٣.
(١٠) الآية ٢٦ ؛ وتسمى سورة غافر.
(١١) فى ص : «واستغث ربه». وفى م : «استعين بربّه» وما أثبتّ عن ل.
(١٢) الآية ٦٨.
(١٣) الآية ٥١.
(١٤) الآية ١٣٤ ؛ وهو قوله تعالى : (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ).