آل عمران (١) ؛ وكقوله سبحانه فى سورة البقرة : (فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ)(٢) يعنى : الذّكر باللّسان ؛ وكقوله تعالى فى سورة الأحزاب : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً)(٣) يعنى : باللّسان.
والوجه الثالث ؛ الذّكر يعنى : بالقلب ؛ قوله تعالى فى سورة آل عمران : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ)(٤) يعنى : ذكر الله بالقلب فى أنفسهم.
والوجه الرابع ؛ اذكرنى (٥) أى : اذكر أمرى عند فلان ، قوله عزوجل فى سورة يوسف ـ عن يوسف ـ : (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ)(٦) يقول : اذكر أمرى عند ربّك ، أى : عند الملك ؛ وقوله تعالى فى سورة مريم : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ)(٧) ، (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ)(٨) يقول : يا محمّد اذكر لأهل مكّة أمر إبراهيم ؛ وكذلك أمر موسى / ، ومريم وإسماعيل وإدريس (٩).
__________________
(١) الآية ١٠٣.
(٢) الآية ٢٠٠. وفى (كليات أبى البقاء : ١٨٨): «... وأما ذكر اللسان فهو علاج كالقول ؛ لأن القائل يعمل بتحريك لسانه ، وذكر اللسان : (فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا)».
(٣) الآية ٤١.
(٤) الآية ١٣٥. فى (كليات أبى البقاء : ١٨٨) «وذكر القلب : (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم).
(٥) فى ل : «الذكر بمعنى ...».
(٦) الآية ٤٢. وفى (كليات أبى البقاء : ١٨٨): «ويكون بمعنى : الحديث : (اذكرنى عند ربك)».
(٧) الآية ١٦.
(٨) الآية ٤١.
(٩) قوله : «أمر موسى» يعنى بذلك قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً) إلى آخر الآيات ٥١ ـ ٥٣ من سورة مريم. ويعنى بقوله : «إسماعيل» قول الله تعالى. (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ) إلى آخر الآيتين : ٥٤ ـ ٥٥ من سورة مريم. ويقصد بقوله «إدريس» قول الله عزوجل : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا) إلى آخر الآيتين ٥٦ ـ ٥٧ من سورة مريم.