فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً)(١) أى : أحزابا : فرقا (٢) ؛ فرقة القبط ، وفرقة بنى إسرائيل ؛ وكقوله تعالى فى سورة الحجر : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ)(٣) يعنى : فى فرق الأوّلين (٤) ؛ قوم نوح ، وقوم / هود ، ونحوه كثير (٥).
والوجه الثانى ؛ الشّيع : الجنس ؛ قوله تعالى فى سورة القصص : (فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ)(٦) ؛ أى من جنسه ؛ يعنى : من جنس موسى ؛ مثلها : (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ)(٧) يعنى : من جنس موسى (٨).
والوجه الثّالث ؛ الشّيع يعنى : الملّة ؛ كقوله تعالى فى سورة «اقتربت السّاعة» (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ)(٩) يعنى : أهل ملّتكم ؛ وكقوله تعالى فى سورة سبأ : (كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ)(١٠) يعنى : بأهل «ملّتهم» ؛ (١١) وكقوله تعالى فى سورة مريم : (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ)(١٢) يعنى : أهل ملّة (١٣) ؛ وقال تعالى فى سورة الصّافّات : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ)(١٤) يعنى : وإنّ من «أهل» (١٥) ملّة نوح لإبراهيم.
__________________
(١) الآية ٤.
(٢) كما فى (غريب القرآن للسجستانى ١٩٦) وبنحوه فى (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٤٨).
(٣) الآية ١٠.
(٤) فى (غريب القرآن للسجستانى ١٩٦) «أى فى أمم الأولين» وبنحوه فى (تفسير القرطبى ١٠ : ٦) و (مختصر من تفسير الطبرى ١ : ٣٤٦).
(٥) لم نجد فى القرآن الكريم نحو ذلك اللفظ غير تلك الألفاظ القرآنية التى ذكرت هنا فى الوجوه الخمسة لتفسير «شيعا» فليتأمل.
(٦) الآية ١٥.
(٧) الآية ١٥.
(٨) فى (غريب القرآن للسجستانى ١٩٧) «أى أعوانه .. ويقال : الشيعة الأتباع ، ...» وبنحوه فى (كليات أبى البقاء ٢١٩) و (تفسير القرطبى ١٣ : ٢٦٠).
(٩) الآية ٥١ ؛ وتسمى سورة القمر.
(١٠) الآية ٥٤.
(١١) فى ص «ملتكم» والإثبات عن ل وم. وفى (قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية ـ مادة : ش. ى. ع) «أى من كانوا على مثالهم».
(١٢) الآية ٦٩.
(١٣) فى (تفسير القرطبى ١١ : ١٣٣) «أى : لنستخرجنّ من كلّ أمّة وأهل دين» وفى (كليات أبى البقاء : ٢٢٠) «من كلّ أمّة شاعت دينا».
(١٤) الآية ٨٣.
(١٥) سقط من ص ؛ والإثبات عن ل وم. «قال ابن عباس : أى من أهل دينه» : (تفسير القرطبى ١٥ : ٩١).