والوجه الثالث ؛ الشّهيد يعنى : أمّة محمّد صلىاللهعليهوسلم يشهدون عليهم بأعمالهم ؛ كقوله تعالى فى سورة البقرة : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)(١) ؛ نظيرها فى سورة الحجّ : (وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)(٢) يعنى : شهداء للرّسل ؛ مثلها فى سورة المائدة : (فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ)(٣) يعنى : أمّة محمد صلىاللهعليهوسلم.
والوجه الرابع ؛ الشّهيد يعنى : المستشهد فى سبيل الله تعالى (٤) ؛ قوله تعالى فى سورة النّساء : (وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ)(٥) ؛ نظيرها فى سورة الحديد : (وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ)(٦) يعنى : استشهدوا فى سبيل الله.
والوجه الخامس ؛ الشّهيد يعنى : «(٧) الذى يشهد فى الحقّ على الخلق ، يعنى (٨)» فى حقوق النّاس ؛ قوله تعالى فى سورة البقرة : (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ)(٩) ؛ وكقوله تعالى فى سورة النّساء القصرى (١٠) : (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ)(١١).
__________________
(١) الآية ١٤٣.
(٢) الآية ٧٨.
(٣) الآية ٨٣.
(٤) «أى القتيل فى سبيل الله ؛ لأن ملائكة الرحمة تشهده ؛ أو لأن الله وملائكته شهود له بالجنة ؛ أو لأنه ممن يستشهد يوم القيامة عن الأمم الخالية ، أو لسقوطه على الشاهدة ، وهى الأرض ، أو لأنه حىّ عند ربّه حاضر ، أو لأنه يشهد ملكوت الله وملكه» : (كليات أبى البقاء : ٢١٤) ، وبنحوه فى (مفردات الراغب : ٢٦٩).
(٥) الآية ٦٩.
(٦) الآية ١٩.
(٧) (٧ ـ ٧) فى ص وم : «الذين يشهدون بالحقّ» وما أثبتّ عن ل.
(٨) (٧ ـ ٧) فى ص وم : «الذين يشهدون بالحقّ» وما أثبتّ عن ل.
(٩) الآية ٢٨٢.
(١٠) فى ل : «فى سورة الطلاق». وفى (الإتقان فى علوم القرآن ١ : ٦٩) «الطلاق» تسمى سورة النساء القصرى ، وكذا سماها ابن مسعود ، أخرجه البخارى وغيره»
(١١) سورة الطلاق / ٢.