هـ : الانفحة ـ وهي لبن مستحيل في جوف السخلة ـ طاهرة وان كانت ميّتة.
و : جلد الميتة لا يطهر بالدباغ ، ولو اتخذ منه حوض لا يتسع للكر نجس
______________________________________________________
قوله : ( الإنفحة ـ وهي لبن مستحيل في جوف السخلة ـ طاهرة ، وإن كانت ميتة ).
اختلف الكلام في تفسير الإنفحة ، قال في الجمهرة : والانفحة ـ وقالوا : إنفحة ـ كرش الحمل ، أو الجدي ، قبل أن يستكرش (١).
وفي الصحاح (٢) الانفحة ـ بكسر الهمزة وفتح الفاء مخففة ـ كرش الحمل أو الجدي ما لم يأكل ، فإذا أكل فهو كرش.
وعبارة ابن إدريس في السرائر (٣) هي هذه بعينها.
وقال في القاموس : الإنفحة ـ بكسر الهمزة وقد تشدد الحاء ، وقد تكسر الفاء ـ والمنفحة والبنفجة شيء يستخرج من بطن الجدي الرضيع أصفر ، فيعصر في صوفه فيغلظ كالجبن ، فإذا أكل الجدي فهي كرش (٤) ، وهذه العبارة تقرب من تفسير المصنف ، وعبارة ( الذكرى ) ـ مع خلوها عن تفسيرها ـ تشعر بالأول ، لأن فيها ، والأولى تطهير ظاهرها من الميتة (٥).
وحمل ذلك على اللبن مما لا يستقيم ، وعده إنفحة بعيد عن شبه أكثر الأشياء التي لا تحلها الحياة ، على أنه يلزم إما نجاسته لما يعينه ونجاسة محلّه ، أو طهارة محله ، وهذا هو الأظهر.
قوله : ( جلد الميتة لا يطهر بالدباغ ).
هذا هو المشهور بين الأصحاب ، بل هو إجماعي لانقراض المخالف ، فان ابن الجنيد (٦) طهر بالدباغ ما كان طاهرا في حال الحياة ، ولم يجوز الصلاة فيه ، استنادا إلى
__________________
(١) الجمهرة ٢ : ١٧٨.
(٢) الصحاح ١ : ٤١٣ مادة « نفح ».
(٣) السرائر : ٣٦٩.
(٤) القاموس ١ : ٢٥٣ مادة « نفح ».
(٥) الذكرى : ١٤.
(٦) حكاه عنه العلامة في المختلف : ٦٤.