نحن والكتاب :
يعتبر كتاب جامع المقاصد في شرح القواعد للمحقّق الكركي من أهم الكتب الفقهية ومن أوثق المراجع التي يعوّل عليها أساطين الفقهاء في استنباط الحكم الشرعي ، وتنطوي أهميته القصوى تلك على صعيد الدراسات العليا في الحوزات العلمية على عدة عوامل ، قد يكون أبرزها ما تميّزت به عبارة المؤلّف رضوان الله عليه من متانة علمية ورصانة فقهية ، فرضت نفسها على الوسط الحوزوي من جهة ، وما يحتلّه متن الكتاب ـ قواعد الأحكام ـ للعلاّمة الحلي ، من مكانة مرموقة يشار لها بالبنان ضمن النصوص الفقهية التي يعتدّ بها العلماء في الدراسات الدينية.
قواعد الأحكام :
يعدّ كتاب « قواعد الأحكام » من أروع ما جادت به يراعة العلاّمة الحلي ( ٧٢٦ ه ) من جملة ما كتب ، حتّى كان بعد ظهور الدولة الصفوية في إيران دستور البلاد ، والمنهل القانوني الذي يعتمد عليه الحكّام آنذاك ، وتبرز أهمّيته العلمية بجلاء من خلال كثرة الشروح المكتوبة عليه ، فقد تناوله عشرات من فطاحل علمائنا بالتمحيص والتدقيق والشرح والتفصيل ، حتى ألّفت في ذلك موسوعات فقهية متكاملة ، منها على سبيل المثال كتاب « مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة » (١).
جامع المقاصد في شرح القواعد :
ومن أهمّ تلك الشروح ، كتابنا الماثل بين يديك ، فهو ـ بحق ـ موسوعة فقهية قيّمة لا يمكن الاستغناء عنها ، فقد نقل عن صاحب الجواهر ـ رحمهالله ـ قوله : من كان عنده جامع المقاصد والوسائل والجواهر فلا يحتاج إلى كتاب للخروج عن عهدة الفحص الواجب على الفقيه في آحاد المسائل الفرعية (٢).
__________________
(١) ذكر الشيخ الطهراني سردا ببلوغرافيا بشروح كتاب قواعد الأحكام في كتابه الذريعة ١٤ : ١٧.
(٢) جواهر الكلام ١ : ١٤.