فهو أنّ كلّ طائفة من المسلمين قد غلبوا على ناحية من نواحي أهل الشرك ، ولحقهم قهر من جهتهم.
وقيل : أراد عند نزول عيسى عليهالسلام لا يبقى أهل دين إلّا أسلم أو أدّى الجزية.
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «إنّ ذلك يكون عند خروج المهديّ من آل محمد عليهالسلام ، فلا يبقى أحد إلّا أقرّ بمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم».
وقال الكلبي : لا يبقى دين إلّا ظهر الإسلام عليه ، وسيكون ذلك ولم يكن بعد ، ولا تقوم الساعة حتّى يكون ذلك.
قال المقداد بن الأسود : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلّا أدخله الله كلمة الإسلام إما بعزّ عزيز وإمّا بذلّ ذليل ، أمّا بعزّهم فيجعلهم الله من أهله فيعزّوا به ، وأمّا بذلّهم فيدينون له».
وعن ابن عبّاس : أنّ الهاء في «ليظهره» عائد إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أي : ليعلّمه الله الأديان كلّها حتّى لا يخفى عليه شيء منها.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) أي : يأخذونها ويتناولونها من الجهة الّتي يحرم منها أخذه. وسمّى أخذ المال أكلا لأنّه الغرض الأعظم منه. والمعنى : أنّهم كانوا يأخذون الرشا في تبديل الأحكام وتخفيف الشرائع والمسامحة فيها من عوامهم (وَيَصُدُّونَ) ويمنعون غيرهم (عَنْ سَبِيلِ اللهِ) عن اتّباع دينه الّذي هو الإسلام.
وقوله : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ) يقتنون ويجمعون (الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) يحتمل أن يراد به الكثير من الأحبار والرهبان ، فيكون مبالغة في وصفهم بالحرص على المال والضنّ بها. وأن يراد المسلمون الّذين يجمعون المال ويقتنونه ولا يؤدّون حقّه. وحينئذ اقترانه بالمرتشين من أهل الكتاب للتغليظ. ويدلّ عليه أنّه لمّا نزل كبر على المسلمين ، فذكر عمر لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : «إنّ الله لم