والتعرّض لعذابه. أو فما تزيدونني بما تقولون لي غير أن أنسبكم إلى الخسران.
ويؤيّده ما روي عن ابن عبّاس أنّ معناه : ما تزيدونني إلّا بصيرة في خسارتكم.
(وَيا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً) أشار الى ناقته الّتي جعلها معجزته ، لأنّه سبحانه أخرجها لهم من جوف صخرة يشاهدونها على تلك الصفة ، وخرجت كما طلبوه وهي حامل ، وكانت تشرب يوما جميع الماء فتنفرد به ولا ترد الماء معها دابّة ، فإذا كان يوم لا ترد فيه وردت الواردة كلّها الماء ، وهذا أعظم آية ومعجزة.
وأضافها إلى الله تشريفا لها ، كما يقال : بيت الله. ونصب «آية» على الحال ، وعاملها معنى الإشارة. و «لكم» حال منها ، تقدّمت عليها لتنكيرها.
(فَذَرُوها) فاتركوها (تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) ترع نباتها ، وتشرب ماءها (وَلا تَمَسُّوها) ولا تصيبوها (بِسُوءٍ) قتل أو جرح أو غيره (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) عاجل لا يتراخى عن مسّكم لها بالسوء إلّا يسيرا ، وهو ثلاثة أيّام.
(فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ) عيشوا في منازلكم. سمّي المنزل والبلد دارا لأنّه يدار فيه بالتصرّف. أو في داركم الدنيا. (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) الأربعاء والخميس والجمعة ، ثمّ تهلكون. قيل : عقروها يوم الأربعاء ، وهلكوا يوم السبت.
روي أنّهم لمّا عقروا الناقة صعد فصيلها الجبل ورغا ثلاث مرّات ، فقال صالح : لكلّ رغوة أجل يوم. فاصفرّت ألوانهم أوّل يوم ، ثمّ احمرّت من الغد ، ثم اسودّت اليوم الثالث ، فهو قوله : (ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) أي : غير مكذوب فيه ، فاتّسع فيه بإجرائه مجرى المفعول به ، كقولك : يوم مشهود. أو غير مكذوب على المجاز ، وكأنّ الواعد قال له : أفي بك ، فإن وفى به صدّقه ، وإلّا كذّبه. أو وعد غير كذب ، على أنّه مصدر ، كالمجلود بمعنى الجلد ، والمعقول بمعنى الإدراك ، والمصدوقة بمعنى الصدق.
روى جابر بن عبد الله الأنصاري : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا نزل الحجر في غزوة