الأخ ، أي : يكتل لنفسه ، فينضمّ اكتياله إلى اكتيالنا. (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) من أن يناله مكروه.
(قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ) على بنيامين (إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ) وقد قلتم في يوسف : (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ثمّ لم تفوا بضمانكم (فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً) فأتوكّل عليه ، وأفوّض أمري إليه. وانتصابه على التمييز. وقرأ حمزة والكسائي وحفص : حافظا. وهو يحتمل التمييز والحال ، كقولهم : لله درّه فارسا. (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فأرجو أن يرحم ضعفي وكبر سنّي ، فيحفظه ويردّه عليّ ، ولا يجمع عليّ مصيبتين.
(وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي) استفهاميّة ، أي : ماذا نطلب؟ هل من مزيد على لك ، أكرمنا ، وأحسن مثوانا ، وباع منّا ، وردّ علينا متاعنا؟! أو نافية ، أي : لا نطلب وراء ذلك إحسانا. أو لا نبغي في القول ، ولا نزيد فيما حكينا لك من إحسانه.
ثمّ استأنفوا كلاما موضحا لقولهم : «ما نبغي» ، فقالوا : (هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا) فلا ينبغي أن تخاف على أخينا ممّن قد أحسن إلينا هذا الإحسان (وَنَمِيرُ أَهْلَنا) ونجلب إليهم الطعام. وهو معطوف على محذوف ، أي : ردّت إلينا ، فنستظهر بها ، ونمير أهلنا بالرجوع إلى الملك. (وَنَحْفَظُ أَخانا) عن المخاوف في ذهابنا وإيابنا (وَنَزْدادُ) باستصحاب أخينا (كَيْلَ بَعِيرٍ) وسق بعير زائدا على أوساق أباعرنا ، فأيّ شيء نطلب وراء هذه المباغي الّتي نستصلح بها أحوالنا؟! (ذلِكَ) الّذي جئناك به (كَيْلٌ يَسِيرٌ) أي : مكيل قليل لا يكفينا. استقلّوا ما كيل لهم ، فأرادوا أن يضاعفوه بالرجوع إلى الملك ، ويزدادوا إليه ما يكال لأخيهم. أو «ذلك» إشارة إلى «كيل بعير» ، أي : ذلك شيء قليل لا يضايقنا فيه الملك ولا يتعاظمه ، بل يستقلّه. ويجوز أن يكون «كيل يسير» من كلام يعقوب عليهالسلام. ومعناه : أنّ حمل بعير