قد طالبوا إمامهم بالتوبه |
|
وهو الذي ما مسَّ رجسٌ ثوبَه |
فبعثَ ابنَ عمّهِ يحاورُ |
|
ثمّ مضى بنفسهِ يُناظرُ |
لكنهم أبوا وصمّوا السمعا |
|
عن وعظهِ ولم يطيعوا الشرعا |
فعسكروا في « النهروانِ » جهلا |
|
وأمعنوا في الصابرين قتلا |
ويومها قد قدّرَ الإمامُ |
|
ان يرجعوا أو يُنتضى الحُسامُ |
فعاندوا فحوصروا عشيّه |
|
وأَطبقت عليهم المنيّه |
وقُتلوا إلا القليلَ منهمُ |
|
لم يجرعوا سيفَ الهدى فانهزموا |
عاد الإمام بعدها للكوفه |
|
محشّداً من جيشه صفوفه |
يدعو إلى حربِ طليقِ الشامِ |
|
وحارساً لبيضةِ الإسلام |
يحرّضُ الناسَ على الجهادِ |
|
وينفخُ النيران في الرمادِ |
فلم يجبه غيرُ بعضِ البرره |
|
من أمةٍ مهزومةٍ منكسره |
وعندها قال ملأتم قلبي |
|
قيحاً فما أبطأكم من صحبِ (١) |
__________________
=
عدد الخوارج الى الثلث. كما بعث الإمام ابن عمه ابن عباس ، ليناظرهم من أجل منع وقوع الحرب وإعادتهم إلى صف المسلمين ، لكنهم كانوا قد أصروا على المواجهة والهجوم فحدثت المعركة في منطقة النهروان ، وقد تعرضوا لهزيمة منكرة ، فلم يبق منهم سوى القلة هربة من المعركة وظلت تمارس دورها التخريبي ضد حكومة الإمام علي وكيان دولته الاسلامية. الفصول المهمة ١٠٨ ، أعيان الشيعة ٣ / ١٠٩ ، سيرة الأئمة الاثنى عشر ٤٤١.
(١) كانت المشكلة الكبيرة التي يواجهها الامام علي هي المحاولات العدوانية لمعاوية بن أبي سفيان الذي وصف الرسول صلىاللهعليهوآله عائلته بالطلقاء ، وكان معاوية قد بدأ سلسلة غارات على أطراف الدولة الاسلامية ، حيث نشرت جيوشه الرعب والخوف بين المسلمين ، وكان يهدف من وراء ذلك إلى زعزعة الأمن ، وترويع الأهالي ، وهي سياسة كان يتبعها معاوية بدقة ، فهو الذي طرح مبدأ الترهيب والترغيب ، فكان يستخدم القوة بأقسى صنوفها ضد مجي أهل البيت ، ويبذل بسخاء على أصحاب الدنيا.
=