أصبحتم تُغزونَ في الديارِ |
|
وصرتم نهبَ يدِ الأشرارِ (١) |
أطرافكم ضحيةٌ للغاره |
|
وسَلَبٌ للطغمة الغدّاره |
فمكّةٌ يعيش فيها « بسرُ » |
|
وفي يد ابن العاص ذُلّت « مصرُ » |
وخَيلُ أهلِ الشام في « الأنبارِ » |
|
تجرّدُ النسا من الخمارِ (٢) |
فما لكم أدعوا ولم تجيبوا |
|
كأنما الصخرُ لكم قلوبُ |
أفسدتمُ عليَّ رأييّ جُبنا |
|
أنا الذي أرى المخوف أمنا |
الحرب قد مارستُها صغيرا |
|
وها أنا خبرتها كبيرا |
أيَّ امامٍ تتبعون بعدي |
|
وأيَّ عهدٍ بعد نكث عهدي |
* * *
__________________
=
حاول الامام علي عليهالسلام أن يضع حداً لفتنة معاوية وقتله بلا رحمة الرجال والنساء والاطفال ، فكان يدعو الى التعبئة لمواجعة الانحراف الأموي في الشام ، لكنه لم يجد النصرة ، فلقد كان الناس يميلون الى الراحة في زمن كانت فيه ظروف الإسلام تستدعي السير على الأشواك.
(١) للإمام علي عليهالسلام عدة خطب يتحدث فيها عن الوضع المؤلم الذي وصل اليه مجتمعه منها قوله : ألا وإني قد دعوتكم الى قتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً ، وسراً وإعلانا ، وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا. فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات. وملكت عليكم الأوطان. نهج البلاغة / ٦٩.
(٢) وجّه معاوية عدة غارات على دولة الامام علي ، كان الغرض منها نشر الرعب والخوف ، فقد وجه بسر بن أرطاة وأمره أن يسلك طريق الحجاز والمدينة ومكة حتى ينتهي الى اليمن ، وقال له : لا تنزل على بلد ، أهله على طاعة علي ، إلا بسطت لهم لسانك ـ أي هددهم وخوفهم ـ حتى يروا أنه لا نجاة لهم منك وأنك محيط بهم ، ثم أكفف عنهم وادعهم الى البيعة لي ، فمن أبى فاقتله ، وأقتل شيعة علي حيث كانوا ، وقد قام بسر بجرائم وحشية حيث أحرق الدور ونهب الأموال وقتل الأبرياء ، وكان عدد من قتلهم في غارته ، حوالي ثلاثين ألف من المسلمين الشيعة ، وقد أحرق قوماً بالنار. الغارات للثقفي / ٥٩٨.