فالناسُ صنفانِ بقولٍ صدق |
|
إما اخٌ في الدين او في الخلقِ |
لا تستشر يا مالك البخيلا |
|
ولا الجبانَ الخائفَ الهزيلا |
والصق بذي المرؤةِ الكريمِ |
|
والسمحِ المحسنِ والحليمِ |
وهو لعمري خيرُ عهد كُتبا |
|
ما زال للأن يُثيرُ العجبا |
لكنَّ مالكاً قُبيلَ مصرِ |
|
قضى ضحية لمكرِ عمروِ (١) |
__________________
=
وفيه أيضاً : « ولا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فإن في ذلك تزهيداً لأهل الأحسان في الأحسان وتدريباً لأهل الأساءة على الاساءة ! وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه ... ثم ألصق بذوي المروآت والاحساب وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة ، ثم أهل النجدة والشجاعة ، والسخاء والسماحة فإنهم جماع من الكرم وشعب من العرف ثم تفقّد من أمورهم ما يتفقد الوالدان من ولدهما ».
(١) كان مالك الأشتر عوناً للإمام علي عليهالسلام وركناً متيناً في حكومته الإسلامية وقد اكتشف معاوية أهمية الأشتر ودوره المؤثر ، فهو من أخلص أصحاب الإمام ، ومن ذوي الرأي السديد والحكمة العالية ، لذلك كان معاوية يجد فيه تهديداً له ، فكان يسعى الى التخلص منه ، من أجل إضعاف قوى الإمام علي. وعندما قرر الإمام عليهالسلام أن يبعثه والياً على مصر ، شعر معاوية بالخطر الجدّي من وراء هذه الخطوة ، فهذا يعني تحول مصر الى قلعة قوية في دولة الإمام علي ، مما سيضعف بطبيعة الحال سلطة معاوية في الشام.
ومن هنا قرر معاوية أن يقدم على
جريمة قتل مالك الأشتر ، لإنهاء دوره من الحياة الإسلامية ، وقد دبّر مؤامرة الإغتيال مع شريكه عمرو بن العاص. حيث تم اغتياله « رضوان الله عليه » وهو في طريقه الى مصر ، فقضى شهيداً بعد أن أدى دوره الرسالي الكبير ، مخلفاً فراغاً واسعاً في الساحة الاسلامية. ولقد سُرّ معاوية بمقتل مالك
الأشتر وأظهر ذلك حينما خطب الناس في الشام بعد وصول خبر قتله بقوله : أما بعد ، فانه كان
لعلي بن أبي طالب يمينان قطعت احدهما في صفين « يقصد عمار بن ياسر » وقطعت الأخرى اليوم « يقصد مالك الاشتر » أما الإمام علي المفجوع بصديقه المخلص الوفي وصاحبه الشجاع الناصح. فقد رثاه بعدة كلمات كالجمر الملتهب ، فلما نعي إليه الأشتر
=