قال آية الله السيد فضل الله : « إنّ المسألة في الشعر هي مسألة المضمون والموقف وليست مسألة الشكل والكلمة » (١)
وقد بحث هذه الموضوع بحثاً وافياً الشهيد السعيد السيّد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله في كتابه « ما وراء الفقه » فقد استدلّ على رجحان الشعر نظماً وانشاداً بعدّة أدلة من السنّة النبويّة.
منها ما روى عن الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً ».
وما رواه أبو هارون المكفوف قال :
« قال لي أبو عبد الله عليهالسلام : يا أبا هارون ! أنشدني في الحسين عليهالسلام فأنشدته ، فقال : أنشدني كما تنشدون ، يعني بالرقّة ، قال : فأنشدته :
أمرر على جدث الحسين |
|
فقل لأعظمه الزكيّة |
قال : فبكى ، ثمّ قال : زدني ، فأنشدته القصيدة الأخرى ... ».
وعن الحسن بن الجهم قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : « ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلّا بنى الله له في الجنّة بيتاً أوسع من الدنيا سبع مرّات ، يزورهُ فيها كل ملك مقرب وكل نبي مرسل ».
يضاف إلى ذلك عدد من النقول التاريخية الموثوقة التي يصل مجموعها إلى حد الاستفاضة بل التواتر في استماع الأئمة المعصومين عليهمالسلام إلى الشعر وإجازتهم له بل وإنشادهم له ونظمهم له وذلك في موارد كثيرة منها :
١ ـ الديوان المنسوب إلى الإمام علي عليهالسلام.
__________________
(١) من وحي القرآن : ١٧ / ١٧٩.