واللهِ ما كذبتُ فيكم مرَّهْ |
|
منذُ عَرفتُ ضرّهُ وشرَّهُ |
قالَ : سلُوا مِنْ « جابرِ الأنصاري » |
|
وأنسَ الخادمَ للمختارِ |
ومِنْ « أبي سعيد الخدريّ » |
|
وزيد بنِ أرقمِ المكِّيّ |
إنهمْ قدْ سمعوا ما قالا |
|
منَ النبيِّ ذلكَ المقالا |
فقال « شمرٌ » : أعبدُ الله على |
|
حرف اذا عرفتُ ما قدْ نقلا |
فردَّهُ « حَبيبٌ » أنت صادقُ |
|
فيما تقولُ انكَ المنافقُ |
فإنْ شككتمْ بالّذي أقولُ |
|
وبالّذي قدْ قالَهُ الرسولُ |
أتُنكرونَ أنني ابنُ فاطمَهْ |
|
بضعةِ أحمدِ الطهورِ العالِمَهْ |
أتَطلبوني بقتيل قُتِلا |
|
أمْ تَطلبوني بتُراث اُكِلا |
فأخَذوا لا ينطقونَ شيّا |
|
كأنّما لم يدعُ فيهم حَيّا |
فقالَ : هلْ نسيتمُ الرسائلا |
|
وقولَكُم أقبِلْ إِلَيْنا عاجِلا |
فأَنكرَ القومُ الحديثَ الواقِعا |
|
وردّدوا لابدَّ أنْ تُبايعا |
فقالَ : لا واللهِ لا أُعطيكمُ |
|
يَدي كما الذليلُ أو أستسْلِمُ |
ولا أفِرُّ كالعبيدِ خوفا |
|
هيهاتَ واللهِ وهزَّ السيفا |
وأقبلَ القومُ اليهِ « كالدِّبا » |
|
غطُّوا الفَلاةَ مَشرِقاً ومَغرِبا (١) |
__________________
(١) اقترب الجيش الاموي من خيام الحسين عليهالسلام يتعجّل الزمن لارتكاب أبشع جريمة ، وكان كالموج يغطي الصحراء ، فأشار الامام بيده ليوقف الزمن المنحرف ويلقي عليهم كلمة النصيحة والرشاد في خطبة عظيمة سجلها التاريخ لم تبق لهم عذراً حيث قال : أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ وحتى اعتذر اليكم من مقدمي عليكم ، فان قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم علي سبيل ، وإن لم تقبلوا منِّي العذر ولم تعطوا النصف من أنفسكم ، فاجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ، انّ وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين.
=