قدْ كانَ صاحَبَ النبيِّ الهادي |
|
هيئتُهُ أبكتْ أبا السجادِ (١) |
وبعدَه « عَمْرو » فتى « جنادَهْ » |
|
يُنسَبُ للأنصارِ في السيادَهْ |
لم يبلُغِ الحلمَ ولمْ يقاتِلِ |
|
مِنْ قبلِ هذا اليومِ في الأوائِلِ |
فردَّهُ الحسينُ حُبّاً فيهِ |
|
كيْ لا يذوقَ القتلَ معْ أبيهِ |
لكنّهُ مَضى يشدُّ العَزْما |
|
مُرتجزاً بطولةً وحَزْما |
وحينَ صارَ رأسُهُ لأُمِّهِ |
|
تمسَّحَتْ بجرحهِ ودمهِ |
وارتجزَتْ وأخذَتْ عَمودا |
|
تُقاتلُ الجموعَ والحُشودا |
« إني عجوزٌ في النسا ضعيفَة |
|
خاويةٌ بالِيَةٌ نحيفَة |
أضربكُمْ بضربة عنيفَة |
|
دونَ بني فاطمةَ الشريفة » |
فردَّها الحسينُ للخيامِ |
|
وقالَ : دافعتِ عنِ الذمامِ (٢) |
وعندها قدْ غَضبَ « ابنُ الجعفي » |
|
فشدَّ في الرجالِ دونَ خوفِ |
__________________
(١) أنس بن الحارث بن نبيه الكاهلي : شيخ كبير كان صحابياً رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وشهد معه بدراً ، وحنين ، وكانت له منزلة في أهل الكوفة بحكم صحابته للرسول صلىاللهعليهوآله ، برز للقتال وهو يرفع حاجبيه بعصابة ، فبكى الامام الحسين عليهالسلام حينما رآه بهذه الهيئة وقال له : شكراً لله لك يا شيخ ، ثم قاتل حتى قتل.
(٢) هو عمرو بن جنادة بن الحارث الأنصاري ، قُتل أبوه في المعركة ، فدفعته أمّه كي يقاتل دون الحسين عليهالسلام لكن الحسين عليهالسلام اشفق عليه وقال : هذا شاب قُتِل أبوه ، ولعلّ أمّه تكره خروجه ، فقال : إن أمِّي هي التي أمرتني ، ثم برز وهو يرتجز ويقول :
أميري حُسينٌ ونِعْمَ الأمير |
|
سرور فؤادِ البشير النذير |
عليٌّ وفاطمةٌ والداه |
|
فهل تعلمونَ له من نظير |
ثم قاتل حتى قُتِل ، فرموا رأسه الى معسكر الحسين عليهالسلام فأخذته أمّه ، ومسحت عنه الدم والتراب ، وأخذت عموداً وهجمت به على الأعداء ، فردّها الحسين عليهالسلام الى الخيام ...