لأنّه سيكون قاصراً لو بقي الفاعل في موضعه من الترتيب : « تشير سورة الدهر » إذ لا عناية فيه لشيء. لأن تقديم الفاعل « سورة الدهر » يحمل دلالة معنوية كبرى تشدّ القارىء إلى الذي تشير إليه السورة المباركة في القصة المشهورة في هذا المقام.
وتكفّل السيّد توضيح الواقعة بهامش وثّقه من كتب التفسير عن أسباب نزول السورة ودلالتها. ونفس الغرض يتكرّر في قوله :
عِدّتهم قال النبيّ إثنا عشر |
|
أئمةً وقادة إلى البشر |
الحقّ في مدارهم يدور |
|
والعلم في صدورهم والنورُ (١) |
وهناك ضرب آخر من الترتيب ورد في الملحمة في حديثه عن خلافة الإمام عليهالسلام قال :
إلى عليً مالت الحشودُ |
|
وأقبلت للبيعة الوفودُ |
حتّى غدت مثلَ ربيضةِ الغنم |
|
وهو يقول لا وقد قالت نعم (٢) |
فقد قدم منْ مالت إليه الحشود « عليّ » المجرور بحرف الجر الذي يدل على تعدية الفعل ، حيث إن أصل الجملة « مالت الحشود إلى عليّ » ولكنها جاءت جملة فعلية محولة بالترتيب ، حيث تقدّم الجار والمجرور لأنّ عناية الناظم موجهة إلى مَنْ مالت الحشود اليه لا الإخبار المجرد ، فمن مالت إليه الحشود ليكون خليفة للمسلمين في موقعه الذي أراده الله له هو « عليّ » ولهذا لابدّ أن يتقدّم لكونه المعتنى به.
__________________
(١) القوافل ٢ / ١٦.
(٢) القوافل ٢ / ٣٧.