ولهذا فالجملة الفعلية التحويلية بهذه الصورة « إلى عليّ مالت الحشود » أبلغ من الجملة التوليدية الفعلية « مالت الحشود إلى عليّ » وأكثر دلالة على إبراز المعنى المراد ، ونفس الغرض يرد في حديثه اتخاذ الكوفة عاصمة للإمام عليهالسلام :
فهو لهم كهفاً غدا وقدوة |
|
ومثلاً بعد الرسول أسوة (١) |
وفي بيت الملحمة الذي يؤرخ لجرح الإمام علي عليهالسلام :
والعهدَ أعطاه لنجلهِ الحسن |
|
خليفةً من بعده ومؤتمن (٢) |
نرى جملة فعلية تحويلية عنصر التحويل فيها الترتيب بتقديم المفعول به « العهدَ » على فعلهِ لأنّه أراد التركيز على هذا المعنى ، وفي موضع آخر أراد العناية بتاريخ ميلاد الإمام الحسن عليهالسلام لا حادثة الميلاد ولهذا قال :
في النصف من شهر الصيام ولدا |
|
فالملأ الأعلى يهنّي أحمدا (٣) |
مقدماً وقت الميلاد على الفعل « ولد » لأنّ غرضه تاريخ واقعة الميلاد. وفي الشطر الثاني قدّم الفاعل على الفعل لعظمته لأن تركيبة « يهنّي الملأ الأعلى أحمدا » أقل دلالة في التعبير من « الملأ الأعلى يهنّي أحمدا ».
ونراه في موضع آخر يعطي عناية بالمكان الذي وصل فيه خبر استشهاد مسلم ابن عقيل إلى الإمام الحسين ، وعناية أخرى بالشهيد ، قال :
وفي (زرودٍ) جاءت الأنباءُ |
|
بمسلم قد فتك الأعداءُ (٤) |
__________________
(١) القوافل ٢ / ٤٩.
(٢) القوافل ٢ / ٨١.
(٣) القوافل ٣ / ١٠.
(٤) القوافل ٤ / ٥٦.