__________________
=
ويذكر المؤرخون أنّ مروان بن الحكم وهو من الشخصيات الأساسية في النظام الأموي هرع إلى الإمام زين العابدين عليهالسلام خائفاً على نفسه وعلى نسائه من الإعتداء ، فأجابه الإمام عليهالسلام إلى ذلك وضم نساء الأمويين إلى حرمه ، ويقول المؤرخون أنّ الإمام السجاد قد كفل أربعمائة امراة مع أولادهنّ وحشمهنّ وضمّهن إلى عياله ، إلى أن خرج قائد الجيش الأموي مسلم بن عقبة من المدينة ، بعد ارجاعها الى السلطة الأموية وأقسمت واحدة منهنّ إنّها ما رأت في دار أبيها من الراحة والعيش الهنيء مثل ما رأته في دار الإمام علي بن الحسين عليهالسلام.
بعد ذلك وصلت الأنباء إلى دمشق بقيام الثورة في المدينة ، فخاف يزيد امتداد الثورة إلى باقي الأرجاء فانتدب أشرس مجرم إرهابي وهو مسلم بن عقبة لمواجهة أهالي مدينة النبي صلىاللهعليهوآله ، ويوصف بأنّه من جبابرة العرب ، ويحدثنا صاحب العقد الفريد عن شكله بأنّه كان أعور أفغر ، ثائر الرأس ، كأنما يقلع رجليه من وحل إذا مشى ، ويقول المستشرق دوزي : إنّه كان لا يؤمن بالله ، ولا بالاسلام ، وكان مريضاً ، فلمّا أسند إليه يزيد قيادة الجيش غرّه السرور ، وقد قال له يزيد : إن شئت أن أعفيك ، فإنّي أراك مدنفاً « مريضاً » منهوكاً ، فقال له الخبيث : نشدتك الله أن لا تحرمني أجراً ساقه الله. « معاوية بن أبي سفيان لعمر أبو النصر. نقلاً عن الإمام زين العابدين للشيخ باقر شريف القرشي / ٢٦٦ »
وسار الجيش الأموي يطوي البيداء نحو المدينة ففرض عليها الحصار فقام المدنيون فحفروا الخندق الذي حفره رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم الأحزاب ، ولم تتمكن قوات يزيد من احتلال المدينة إلّا أن عبد الملك بن مروان أسرع بايعاز من أبيه إلى مسلم بن عقبة فدلهُ على عورات البلد ونقاط الضعف في الخندق وبذلك استطاع الجيش أن يدخل المدينة المنورة. وقد التحم الجيشان في معركة دامية ، استشهد فيها الصحابي البطل عبد الله بن حنظلة مع أبنائه وثلة من أبناء المهاجرين والأنصار ، وقد فقدت المدينة في هذه الواقعة ثمانين من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله حتى لم يبق بها بدري ، كما فقدت سبعمائة من قريش والأنصار وعشرة آلاف من سائر الناس. الطبري ٧ / ٥ ـ ١٢.
وقد أباح ( مسرف بن عقبة ) المدينة لجيشه الآثم أيام فقتل الأبرياء من الأطفال والشيوخ وهتك الأعراض ، وأخذ البيعة لمن بقي من الناس أنّهم خول وعبيد ليزيد بن معاوية يفعل بهم ما يشاء.
=