فوثبوا بابن أبي سفيانِ |
|
عثمانِ أقبح فيه من عثمانِ |
مخرباً ومفسداً في البلدِ |
|
يسلب من أموالهم ويعتدي |
فرَّ إلى الإمامِ كي يحميهِ |
|
فضمّ أهلهُ إلى أهليهِ |
وذاك ما لم ينكر الأَعداءُ |
|
من فضلِ مَن تعرفهُ السّماءُ |
أصبحت المدينةُ المجلله |
|
في يدِ عبد الله وابن حنظله |
وسارت الأخبارُ نحو الشامِ |
|
فخطط الطاغوتُ لانتقامِ |
أعدّ جيشاً كي ينالَ مأربه |
|
يقودُه « مسلمٌ بن العقبه » |
أوصاه بالسيفِ وأن تباحا |
|
يثربُ أيّاماً وأن يُطاحا |
بكل رأسِ يبتغي التمردا |
|
فكلُّ أهل يثرِبٍ همُ العدا |
فزحف الجيش اللئيم غدرا |
|
ومسلم ينشد فيه شعرا |
__________________
=
وأمّا الإمام زين العابدين عليهالسلام فقد ألقي عليه القبض عندما كان عند قبر جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله يدعو الله ويناجيه وجيء به إلى الطاغية ، فلمّا رآه ارتعدت فرائصه من هيبته وقام إليه تكريماً وقال له : سلني حوائجك ، فأخذ يتشفع بمن حكم عليهم بالموت فأجابه إلى ذلك ، ولم يبايع الإمام ليزيد كما بايع الناس.
وأمر المجرم ابن عقبة بحز رؤوس الشهداء من أبناء يثرب وبعثها إلى الطاغية يزيد بن معاوية فلمّا وضعت بين يديه سرّ بذلك سروراً بالغاً وجعل يتمثل بقول الشاعر ابن الزبعري يوم اُحُد كما هي عادته كلّما حقّق نصراً على بني هاشم وأحرار الإسلام وثواره :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا تشل |
هذه هي نهاية ثورة المدينة أو واقعة الحرة ، فقد كانت من الكوارث المأسوية في حياة المسلمين ، وقد تركت لوعة وحزناً في نفس الإمام زين العابدين عليهالسلام وهو يرى مدينة جدّه المصطفى وقد عاث يزيد فيها فساداً وتركها ركاماً من الأطلال الموحشة قد ملئت بيوتها بالأسى والثكل والأحزان بعدما كانت واحة غنّاء عامرة بالهدى والنور والعطاء.