وعُذب الصحبُ على الهجيرِ |
|
بالنارِ والقيودِ والصخورِ (١) |
فغرضه هنا رغبته في إظهار تحقير الفاعل بصون اللسان عن ذكر من يتولى تعذيب الطليعة المؤمنة ، إضافة الى عدم تحقيق غرض معين في الكلام بذكر الفاعل في هذا الموضع ، وعن هجرة المسلمين إلى الحبشة قال عدة أبيات فيها مواطن حذف للفاعل هي :
هاجر بعض الصحب للنجاشي |
|
ميمّمين وجهةَ الأحباشِ |
يقودهم جعفرٌ الطيّارُ |
|
البطلُ المجاهدُ المغوارُ |
إذ لاحقتهم زمرةُ المعاصي |
|
يقدمهم من مكة ابن العاصِ |
يريد أن يخادع النصارى |
|
من أجل أن يرجع بالأسارى |
لكنّ موقفاً لجعفرِ الأبي |
|
قد أنقذ الثلةَ من صحب النبي |
ورابطت بقيةٌ مجاهدة |
|
ظلت على كفر قريش شاهدة |
تحتضن الرسولَ في إخلاصِ |
|
تطمع بالنجاة والخلاص (٢) |
فقد خذف فاعل الفعل « يريدُ » في البيت الرابع لكون الفاعل معلوماً لا يحتاج الى ذكره ، وكذا فاعل الفعل « يخادع » في البيت نفسه ، وحذف فاعل الفعل « أنقذ » لدلالة السياق عليه لأنه متعلق بجعفر ، والبقية المجاهدة الوارد ذكرها في البيت السادس هي فاعل الفعل « تحتضن » والفعل « تطمع ». حذف المفعول به من بيت الملحمة الذي يؤرخ لهجرة الرسول الكريم :
غادر في المساء ثاني إثنينِ |
|
من غير أن تراه كل عينِ (٣) |
__________________
(١) القوافل ١ / ٢٦.
(٢) القوافل ١ / ٣٤ ـ ٣٥.
(٣) القوافل ١ / ٤٣.