فجاءها المخاضُ في « الأبواءِ » |
|
وظهرت ارادةُ السماءِ (١) |
فوضعت وليدَها المباركا |
|
مصلياً مسبّحاً وما بكى |
بادرهُ الامامُ بالأذانِ |
|
إنشودةً على مدى الزمانِ |
تغمرهُ الفرحةُ والسعاده |
|
مذ طبّق البِشرُ بها ميلاده |
قال الإمام حامداً مُصليا |
|
هذا الذي يغدو خليفةً ليَّا |
قد وهبَ الله لنا غلاما |
|
يُصبحُ بعدي لكمُ إماما |
__________________
(١) وامتد الزمن بعد زواج الامام جعفر الصادق بـ ( حميدة المصفاة ) وسافر الى بيت الله الحرام لاداء فريضة الحج ، فحملها معه ، وبعدي الانتهاء من مراسيمه قفلوا راجعين الى المدينة ، فلما انتهوا الى ( الابواء ) احست حميدة بالطلق ، فارسلت خلف الامام تخبره بالامر ، لانه قد عهد اليها ان لا تسبقُه بشأن وليده ، وكان ابو عبد الله عليهالسلام يتناول الطعام مع جماعة من اصحابه ، فلما وافاه النبأ المسرّ قام مبادراً من ائمة أهل البيت عليهمالسلام.
لقد اشرقت الدنيا بهذا المولد المبارك الذي ما ولد ـ في عصره ـ أيمن ، ولا أكثر عائدة ولطفاً على الاسلام منه.
لد ولد أبر الناس ، وأعطفهم على الفقراء ، وأكثرهم عناداً ومحنة في سبيل الله ، واعظمهم عبادة وخوفاً من الله.
وبادرة الامام ابو عبد الله عائداً الى اصحابه ، وقد علت على ثغره ابتسامة فبادره اصحابه قائلين :
أسرك الله ، وجعلنا فداك ، يا سيدنا ما فعلت حميدة ؟
فبشرهم بمولده المبارك ، وعرفهم عظيم أمره قائلاً : قد وهب الله لي غلاماً ، وهو خير من برأ الله.
أجل انه خير من برأ الله علماً ، وتقوى ، وصلاحاً ، وتحرّجاً في الدين ، وأحاط الامام اصحابه علماً بأن وليده من أئمة أهل البيت عليهمالسلام الذين فرض الله طاعتهم على عباده قائلاً : فدونكم ، فوالله هو صاحبكم. بحار الانوار ٨ / ٢.
وكان ذلك في ايام حكم عبد الملك بن مروان.