__________________
=
والاخلاقي ، فعلى الصعيد السياسي انتشر الارهاب والقتل على الظنّة والتهمة وخاصة على رجالات الشيعة وقادتهم ، حتى صار السجن ، والقتل ، والتشريد ، والارهاب لأتفه الاسباب أمراً عادياً ، اما على الصعيد الاخلاقي فقد انشغل الحكام والامراء باقتناء الجواري ، والاقبال على اللهو ، واللذة ، والترف ، وبناء القصور ، واتلفوا اموال الناس ، وصادروا اموال المساكين والفقراء ، والمحكوم عليهم بالقتل والسجن ، وقد استفاضت روايات المصادر المعتبرة بنقل صور المطاردة والشدة التي لاقاها الامام وشيعته بحيث تتبعوهم في كل ناحيةٍ ومصر وجندوا الاموال والرجال لغرض استئصالهم.
وكانت ظروف الامام الكاظم عليهالسلام السياسية صعبة للغاية حيث ، حُوصر وضُيّق عليه في حله وترحاله ، وكذلك بالرعيل الاول ممن رباه من خلّص تلاميذه واصحابه ، وتشير المصادر الى ان الامام الكاظم عليهالسلام قد تحمل اعباء الامامة من سنة ١٤٨ هـ الى سنة ١٨٣ هـ وقد شملت هذه الفترة حكم اربعة من طغاة بني العباسي ، وهم المنصور ، والمهدي والهادي ، وهارون.
ففي ايام المنصور العباسي عانى الامام الكاظم ووالده الصادق عليهالسلام وخُلّص اصحابه وتلاميذه اشد المعاناة من ظلمٍ وقتل وارهاب وتشريد ..
ونقلتْ المصادر ان المنصور صادر اموالهم وادخلهم السجون والمعتقلات وطاردهم تحت كل حجرٍ ومدر ، وبالغ في تعذيبهم وتفنن ، في اساليب قتلهم ، فمرّة يبني عليهم الاسطوانات وهم احياء ، ومرة يمنع عنهم الطعام والشراب حتى يموتوا جوعاً في اعماق سجونه المظلمة ومرة يثقلهم بالضرب ، والحديد حتى يموتوا ، وهكذا عانى الامام عليهالسلام ما عانى حتى اراح الله العباد والبلاد من هذا الطاغية بعد ان خلف لولده المهدي خزانة مملوءة برؤوس العلويين.
ويذكر السيوطي : في سنة ١٤٥ هـ خرج الاخوان محمد ، وابراهيم ، ولدا عبد الله بن الحسن المثنى على المنصور فظفر بهما وقتلهما مع جماعة كثيرة من آل البيت ، فإنا لله وانا اليه راجعون.
وقال : قتل المنصور خلقاً كثيراً حتى استقام ملكه وهو الذي ضرب ابا حنيفة لأنه رفض القضاء ثم سجنه ، فمات بعد ايام وقيل ، قتله بالسم لكونه افتى الناس بالخروج عليه.
وقال : وكان المنصور في غاية الحرص والبخل حتى لُقب بالدوانيقي.
=