وفرح الناس بعهد « المهدي » |
|
واستبشروا بجُودهِ والسعدِ |
لكنه اسرف في المجونِ |
|
واللهو والعيدان واللحونِ |
ولم يكن لنفسه من همِّ |
|
سوى ملذاتِ الهوى والنومِ |
فخمرهُ من منزلٍ لمنزلِ |
|
يرقصهُ في الليلِ صوت « الموصلي » |
ونجلهُ الفاجر « ابراهيم » |
|
وبنتهُ « عليةُ » تهيمُ |
« وجوهر » جارية الغناءِ |
|
تسقيه من خمر ومن صهباءِ |
كؤوسهُ من فضةٍ أو ذهبِ |
|
مخالفاً في ذاك سُنةَ النبي |
قد عبثت في عهدهِ النساءُ |
|
تفعلُ « بالمهدي » ما تشاءُ |
فالخيزرانُ تحكم الامورا |
|
حتى غدا خليفة مأمورا |
تمدحهُ كما يريد الشعرا |
|
في كذب مزيفٍ وفي افترا |
وهو يصبُ المال دون خوفِ |
|
الى قصيدٍ ضم كل زيفِ (١) |
__________________
=
ارجاع اموال الناس واطلاق سراح السجناء انما هو لعبة سياسية فعلها هو وغيره لجلب التأييد الى حكمه ونيل محبة الناس له.
(١) ومن سمات حكم محمد بن المنصور المهدي انتشار اللهو والمجون.
قال الشيخ محمد فاضل المسعودي : ويُعتبر محمد المنصور اول خليفة عباسي اسس اللهو والمجون في دولة بني العباس حيث قرب المغنين والفساق واهل اللهو كابراهيم الموصلي وغيره. العبد الصالح / ١٦٧
ومن سمات حكمه سيطرة النساء والجواري على مقاليد الحكم والامور العامة ، فكان للخيزران زوجته مرتبة عالية في الحكم ، وكانت تفتي ويأخذ بأوامرها.
وهكذا انتشر الفساد والمجون في
ايامه وعم الاسراف والبذخ في مدة حكمه ، ورغم ان المهدي احسن الى العلويين في بداية حكمه كما ينقل المؤرخون ، غير أن المهدي شجع الوضّاعين في زمنه ، فقام هؤلاء بدور إعلامي تضليلي فأحاطوا السلاطين بهالة من التقديس وأبرزوهم في المجتمع على أنهم يمثلون ارادة الله في الارض ، وأن الخطأ لا
يمسّهم
=