فيها ابو طالب صبراً قد قضى |
|
وعندها ضاق على (طه) الفضا |
وزوجه (خديجه) الكبيره |
|
وهي له الاهلون والعشيرة |
لله صبرٌ لا يجاريه احدْ |
|
تاريخُ (احمدٍ) به قد انفردْ (١) |
__________________
=
(١) امر الله نبيه ان يدعو عشيرته ، وذلك عندما نزل عليه قوله تعالى : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) فبدأ بدعوة بني عبد المطلب ، كما روى ذلك اهل الحديث والسير ، كالطبري وابن الاثير ، وابن عساكر وابن كثير وغيرهم. فقد روي الطبري عن الامام علي بن ابي طالب عليهالسلام قال :
« لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال لي : يا علي ... اصنع لنا طعاماً ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عسّاً من لبن ثم اجمع بني عبد المطلب ، حتى اكلمهم ، وابلّغهم ما أُمرتُ به. ففعلت ما امرني به ... فلما أراد رسول الله ان يكلمهم ، بدرهُ ابو لهب الى الكلام فقال : لهدّما سحركم صاحبكم. فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال الغد يا علي ... ففعلت ... ثم تكلم رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : يا بني عبد المطلب اني والله ما اعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، اني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد امرني الله ان ادعوكم اليه فأيكم يؤازرني على هذا الامر على ان يكون اخي ووصيّي وخليفتي فيكم ؟.
قال : فأحجم القوم عنه جميعا وقلت : انا يا نبي الله اكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثم قال : ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له واطيعوا ».
بقي النبي صلىاللهعليهوآله يدعو الناس الى الاسلام ، بطريقة سرية لمدة ثلاث سنوات ، فكان المؤمنون الاوائل يخفون ايمانهم خوفاً من بطش قريش. وقد اتخذ المسلمون من دار ابن ابي الارقم المخزومي مقراً سرياً لهم ، حيث كانوا يقرأون القرآن الكريم ويتعلمون احكام الاسلام ويتدارسون شؤون الدعوة ، وكان أول من آمن به الشباب ، والرجال الأحرار ، أمثال : مصعب بن عمير ، وعمار بن ياسر ، وأبيه ، وأمه سمية ، وكانوا حلفاء لبني مخزم.
كما امن به : ابو ذر الغفاري « جندب بن جنادة » وغيرهم كثير من الشباب والفقراء والمستضعفين.وعندما بدأ الرسول صلىاللهعليهوآله دعوته العلنية ، كان يعلن دعوته الى عامة الناس ، ويبلغ رسالته في مواسم الحج ، روى ابن اسحاق : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآله على ذلك من امره ، كلما اجتمع له الناس بالموسم اتاهم يدعو القبائل الى الله والى الاسلام ».
=