وهو فتىً من اسرةٍ منعّمه |
|
معروفةٍ في (مكة المكرّمه) |
فوطئوا للدعوةِ المجيده |
|
في بقعة صالحة جديده |
فأصبحت مهاجرَ النبيِّ |
|
ومهبطاً للكلمِ العليِّ |
من بعد ان ضاق عليه الموطنُ |
|
وحاصرتُهُ (مكةٌ) والمحنُ (١) |
__________________
(١) بعد ان رأى الرسول صلىاللهعليهوآله ان قريش تزيد اضطهادها للمسلمين ، امرهم بالهجرة الى الحبشة ، وذلك في السنة الخامسة من البعثة. وقد كانت هناك هجرتان الاولى بقيادة عثمان بن مظعون ، وضمت عشرة رجال واربع نسوة ، ثم كانت بعدها الهجرة الكبيرة ، بقيادة جعفر بن ابي طالب « رض ».
وتذكر كتب التأريخ والسيرة ان قريش سارعت الى ارسال عمرو بن العاص الى النجاشي ملك الحبشة ، في محاولة لتسليمهم الى قريش ومنع اقامتهم عنده ، لكن جعفر بن ابي طالب ، وقف موقفاً بطولياً عرض فيه مفاهيم الاسلام وتعاليمه على النجاشي ، وعرفه بالاسلام خصوصاً فيما يتعلق بنظرية القرآن حول قصة ولادة سيدنا عيسى المسيح واصطفاء أمه مريم العذراء وكونهما آيتين من آيات الله ، فقبل النجاشي اقامتهم ، ورفض طلب قريش.
وقد روى ابن هشام في سيرته تفصيل المناظرة التي جرت بين النجاشي واساقفته ، وبين جعفر بن ابي طالب ، وكيف ان جعفر « رض » تحدث له بثقة وقوة عن الاسلام ، وقرأ عليه من القرآن ما جعله يبكي هو واساقفته تأثراً وقناعة بما ورد في القرآن الكريم.
سيرة ابن هشام ١ / ٣٥٩.
ويذكر اليعقوبي في تاريخه : ان جعفر بن ابي طالب عاد من الحبشة الى المدينة في السنة السابعة من الهجرة في فترة غزوة خيبر حتى قال رسول الله صلىاللهعليهوآله قولته المشهورة : « لا ادري بأيها انا اسرُ بفتح خيبر ام بقدوم جعفر ». تاريخ اليعقوبي : ٢ / ٥٦.
بعد وفاة ابي طالب ، فقد الرسول صلىاللهعليهوآله المحامي الكبير الذي كان يدفع عنه كيد قريش ، وقد روى ابن الاثير : ان الرسول صلىاللهعليهوآله قال : « ما نالت قريش مني شيئاً اكرهه حتى مات ابو طالب ». الكامل في التاريخ ٢ / ٩١.
نتيجة هذا الواقع الجديد وجد
النبي ان مكة لم تعد مكاناً آمناً لرسالته ، فأراد ان يبحث عن
=