__________________
=
أصحاب الامامين الجواد والهادي عليهماالسلام وكان في غاية الانقطاع اليهما ، قد روى عنهما أحاديث كثيرة ، وقد ترجمتْ له كتب الرجال ونقلت اخباره ، ومنها خبر دخوله على الامام الهادي عليهالسلام عارضاً عليه دينه طالباً منه الدعاء بالثبات على المبدأ فقال له الهادي عليهالسلام : يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي أرتضاه لعباده ، فأثبت عليه ثبّتكَ الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
وكان الامام الهادي عليهالسلام قد شهد له بالعلم ، والتقوى ، والورع ، وتزوج عبد العظيم الحسني من بنت عم أبيه « خديجة » بنت القاسم الزاهد بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط عليهالسلام ويعرف بـ « شاه عبد العظيم » ويُنقل عنه أنه طورد من قبل سلطات بني العباس ، وخصوصا من المعتز العباسي ، وأخذ يتنقل من بلدٍ الى آخر فاراً بدينه ، حتى وصل الى « الري » جنوب طهران فوافاه الأجل هناك بين سنة ٢٥٢ هـ و ٢٥٥ هـ وله هناك مقام مشهور تزوره الناس للتبرك به.
٢ ـ ابن السكّيت : هو ابو يوسف يعقوب بن اسحاق والسِكّيت لقب ابيه « اسحاق » لأنه كان كثير السكوت طويل الصمت ، كان اسحاق « والده » من أصحاب الكسائي عالماً بالعربية ، واللغة ، والشعر ، وكان ولده « يعقوب » معه يعلّم الصبيان في مدينة السلام ، تتلمذ « يعقوب ابن السكّيت » في صغره على يد والده ، وكذلك على ابي عمرو الشيباني ، والفراء ، وابن الاعرابي ، وغيرهم حتى برع في علوم القرآن ، والنحو ، واللغة ، ووصفه رجال الحديث بكونه ثقة.
قال عنه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : ابن السكّيت يعقوب صاحب كتاب « اصلاح المنطق » كان من أهل الفضل والدين موثوقاً بروايته.
وقد حصل خلاف كثير في تحديد ولادته ووفاته ، ولعل الارجح بين اقوال المؤرخين : أنه ولد سنة ١٨٦ هـ وعاش ٥٨ سنة وبذلك يكون استشهاده سنة ٢٤٤ هـ.
وُلد في مدينة « دورق » إحدى مدن « خوزستان » ، ثم إنتقل مع ابيه الى بغداد ، وكان إماميّ المذهب ، ويعدَّ ابن السكيت من أعظم الذين واجهوا الموت ببطولة نادرة.
واجمع المؤرخون بقولهم : كان ابن
السِكّيت إماميّ المذهب ، يميل الى تقديم الامام علي على غيره في العلم والفضل والبطولة ، وقد استقدمه المتوكل العباسي لتأديب ولديه « المعتز
، والمؤيد » وفي إحدى المرات كان ابن السِكّيت مع المتوكل إذ جاءه ولداه فقال له
المتوكل :
=