__________________
=
يا يعقوب أيهما أحبّ إليك انا وولداي هذان ، أم علي ابن ابي طالب وولداه الحسن والحسين ؟
فقال له ابن السِكّيت حالا : إن شسع نعل قنبر « خادم علي » خير منك ومن ولديك ، فأمر المتوكل الاتراك أن يسلّوا لسانه من قفاه فمات شهيداً.
وهذا لعمري موقف الاحرار الذين ضربوا بموقفهم ضد الطغاة أروع المواقف وأسماها ، ويُعبّر هذا عن صدق الولاء لأهل البيت عليهمالسلام وصلابة الموقف ، وقد خلّف من بعده جملة من خيرة المصنّفات في اللغة والنحو ، ومعاني الشعر وشروح لدواوين العرب ، وأشهرها على الاطلاق كتابه « إصلاح المنطق » الذي مدحه الكثير وعنى بشرحه جماعة شرحاً وإختصاراً وقد طبعت من كتبه : إصلاح المنطق ، الاضداد في اللغة ، القلب والابدال ، الالفاظ.
ومن الطريف مما ينقل عنه أنه سقط فيما حذّر فيه غيره من زلّات اللسان حينما أنشد بيتين من الشعر :
يُصاب الفتى من عثرةٍ بلسانه |
|
وليس يُصاب المرء من عثرة الرّجل |
فعثرتُه في القول تذهب رأسه |
|
وعثرته في الرّجل تبرا على مهل |
جزاه الله عن الدين والمذهب والائمة خيراً كثيراً لصلابة موقفه ضد الطغاة وحشره الله مع الشهداء وحسن أولئك رفيقا.