ورغم ما تحملوا من جوعهم |
|
تلتمع الخشيةُ في دموعهم |
هم اروعُ الامثالِ في الصفاتِ |
|
وهم حماةُ الدينِ والآياتِ |
وهاجَ فيهم حبُهم للكعبه |
|
فراح بعضُهم يناجي ربه |
يقول يا ربِّ اين الفتحُ |
|
وعدتنا متى يجيءُ الصبحُ (١) |
__________________
(١) بعد ان اخذت انتصارات المسلمين تتوالى ، شعر اعداء الرسالة بالخطر ، وخططوا للقيام بحرب كبيرة ضد المسلمين ، حيث تحالفت قريش مع بعض القبائل العربية ، ومع اليهود ، وتحركوا نحو المدينة المنورة ، وقد بلغ عدد جيوشهم عشرة آلاف مقاتل.
وقد اقترح الصاحبي الجليل سلمان المحمدي « الفارسي » على الرسول صلىاللهعليهوآله ان يحفر خندقاً حول المدينة لتحصينها من قوات المشركين واليهود. باشر المسلمون بحفر الخندق ، واستطاعوا ان يحموا المدينة من خطر الاعداء. وكان للامام علي عليهالسلام دوره في هذه الحرب ، حيث بارز بطل المشركين عمرو بن عبدود العامري وصرعه ، بعدما نكص وتراجع المسلمون عن مبارزته ، وقد صور القرآن الكريم مشهد المسلمين وهم في حالة من الاضطراب والقلق والخوف بقوله : ( إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّـهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ) الاحزاب / ١٠ـ ١١.
كما وصف الرسول صلىاللهعليهوآله موقف الامام علي عليهالسلام البطولي بقوله : « لمبارزة علي بن ابي طالب لعمرو بن عبدود يوم الخندق افضل من اعمال امتي الى يوم القيامة » مستدرك الصحيحين ٣ / ٣٢
بعد معركة الخندق تحركت بنو قريضة وبنو المصطلق لمحاربة الاسلام لكن الرسول صلىاللهعليهوآله احبط خططهم بحكمته ومبادراته الرسالية الفذة حتى اصبح الاسلام قوة دولية يتمتع بكيان سياسي وعسكري في المدينة المنورة.
عندما رأى اليهود محاصرة المشركين يوم الخندق لرسول الله في المدينة ، وظنوا انه مغلوبٌ لا محالة ، تكشفت احقادهم وضغائنهم التي انطوت عليها نفوسهم الخبيثة ، ولو لا ان الله أخزى الاحزاب لتمكن يهود بني قريضة من الفتك بالمسلمين من خلف ظهورهم ، فكان لا بدَّ للنبي أن يحسم موقفهم الخياني بقوة وصلابة ولهذا أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله لمحاصرة اليهود في حصونهم من دون ان يعطي فرصة للراحة أو الاسترخاء ، فأذن المؤذن في الناس أنه : « من كان سامعاً مطيعاً فلا يصلين العصر الا في بني قريضة ». الطبري ٣ / ١٧٩.
=