__________________
=
تدعين الله ان يرزقنيه يولد في هذه الليلة وكانت ليلة الجمعة ، فاجعلي افطارك معنا ، فقلت : يا سيدي ممن يكون هذا الولد العظيم فقال لي عليهالسلام : من نرجس يا عمّة ، قالت فتأملتها فلم أرَ فيها اثر الحمل ، فقلت لسيدي ابي محمد عليهالسلام ما ارى بها حملاً فتبسم عليهالسلام.
قالت حكيمة : فأقمت فأفطرت ونمت بقرب من نرجس وبات ابو محمد عليهالسلام في غرفة في تلك الدار التي نحن فيها ، فلما ورد وقت صلاة الليل قمت ونرجس نائمة ما بها أثر ولادة فأخذت في صلاتي ثم أوترت فأنا في الوتر حتى وقع في نفسي أن الفجر قد طلع ودخل قلبي شي فصاح ابو محمد عليهالسلام من الغرفة : لم يطلع الفجر يا عمّة فاسرعت الصلاة ، وتحركت نرجس فدنوت منها وضممتها إليّ وسميت عليها ، ثم قلت لها : هل تحسين بشيء قالت : فأخذتني فترة ، وأخذتني فترة ، فانتبهت بحس سيدي فكشف الثوب عنه فاذا انا به عليهالسلام ساجداً يلتقى الارض بمساجده فضممته الي فاذا انا به نظيف متنظف ، فصاح بي ابو محمد عليهالسلام : هلمي الي ابني يا عمة ، فجئت به اليه .....
ـ أجرى عليه السنّة النبوية للمولود الجديد كما حدّدتها الشريعة المقدسة ، حيث أذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، وظهرت في ولادته كرامات تكشف عن عظمة شخصيته وانه بقية الله المدخر لليوم الموعود ـ
..... قالت حكيمة فلما اصبحت جئت لأسلم على ابي محمد عليهالسلام فكشفت الستر لاتفقد سيدي عليهالسلام فلم اره. فقلت : جعلت فداك ما فعل سيدي ؟
فقال عليهالسلام : يا عمّة استودعناه الذي استودعته ام موسى ، موسى عليهالسلام بحار الانوار ٥١ / ٢٥.
تميز امر الامام المهدي عليهالسلام من انه أمرٌ أختاره الله سبحانه لا سيما وأن هذا الامر قد حصل سابقاً في نبوة يحيى عليهالسلام الذي اتاه الله سبحانه النبوة وهو ابن ثلاث سنين ، كما قال تعالى : ( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) مريم / ١٢. وكذلك حصل لنبي الله عيسى عليهالسلام حيث كلّم الناس في المهد ونال مرتبة النبوة ، كما قال تعالى : ( قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّـهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) مريم / ٣٠.
وهناك مؤثرات في التاريخ تؤكد على هذا المنهج في المسيرة الاسلامية منها :
ـ تأمير « أسامة بن زيد » وهو شاب لم يبلغ العشرين من عمره على جيشٍ ضخم وتمت إمرته على شيوخ المهاجرين والانصار رغم كبر أعمارهم ، وهذا حصل بأمر الرسول صلىاللهعليهوآله الذي لا ينطق عن الهوى فكيف بفعله وأمره وهو بالضرورة نافذ.
=