__________________
=
ـ واما علامات غير حتمية : وهي حوادث يُمكن أن تقع أو لا تقع ، بل تتغير تَبَعاً لطبيعة حركة المجتمع البشري ، فالانحراف والافساد له أثر في وقوعها ، وعلى العكس الاصلاح وعمل الخير له دور في عدم وقوعها ، ومن هذه العلامات الفساد في المياه والغذاء ووقوع بعض الحوادث الكونية ، وتدهور الوضع الاقتصادي واشتعال الحروب في الارض وغيرها.
إن فكرة ظهور مصلحٍ عظيم تسعد به الانسانية بعد هذه المحن البلايا فكرة قديمة آمنتْ بها الاجيال على إختلاف اديانها ومذاهبها وعقائدها ، بل صارتْ حلماً يراود البشرية على إمتداد التاريخ ، ويعتقد الجميع سواء اصحاب رسالات سماوية أو اصحاب مبادئ وضعية أن وراء هذه الحقب المظلمة التي تعمّ الارض أمل مشرق تسطع به الشمس من جديد ، وهم بذلك ينتظرون مصلحاً عظيماً يغيّر بثورته وجه العالم الحالك لصالح الحق والعدالة.
ويمكن القول أن هذا المصلح لن يكون غير الامام المهدي عليهالسلام رغم تعدّد الاسماء والمصطلحات في جميع أفكار الآخرين ، فلو أخذنا المسلمين على كافة مذاهبهم فهم يعتقدون بذلك وأن الله سبحانه قد أشار الى إمام مصلح مُنتظر في كتابه العزيز عدة مرات ومن هذه الآيات قوله تعالى :
ـ ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) الانبياء / ١٠٥.
ـ وقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى? وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) التوبة / ٣٣.
ـ وقوله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً .. وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) القصص / ٥. وغيرها.
وأن الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآله الذي لا ينطق عن الهوى قد بشّر المسلمين بظهور رجل من عترته ، يظهر آخر الزمان يُصلح الارض بعد إفسادها ، وقد أقر المسلمون بأحاديث الرسول صلىاللهعليهوآله هذه ونقلوها في صحاحهم ومساندهم ، وأعتبروها متواترة صحيحة لا غبار عليها ، وأن قضية الامام المهدي أمرٌ مُسلّم به عند الجميع.
إمّا في الديانات الاخرى والعقائد الوضعية فقد وردتْ الاشارة له في كتبهم المقدسة ، وهنا نذكر بعض ما ورد حول هذه الفكرة عند غير المسلمين وكما يلي :
=