اهل البيت عليهمالسلام ، فوظفوا ملكتهم الادبية في هذا المجال الغني ، فكتبوا المديح والرثاء ونظموا في المناقب والسيرة وابدعوا فيهن جميعاً.
ورغم كثرة ما نظم في هذا المجال الخصب الا ان اضافة المزيد يبقى حاجة مستمرة ، فالموضوع واسع بلا حدود ، ومهما كتب فيه يظل نزراً يسيراً. لا سيما بالنسبة لاجيالنا الواعدة التي تشقّ طريقها وسط التحديات ، فهي بأمس الحاجة الى استحضار تلك السيرة العطرة والتأريخ المشرق لكي تنهل منه الدروس والمفاهيم والعبر.
وتعدُّ ملحمة قوافل النور تجربتي الثانية في نظم هذا النمط من الملاحم ، حيث صدرت لي ملحمة « الفية بن بركة » وهي ملحمة شعرية أدبية ، تأريخية ، سياسية ، حركية ، تؤرخ لمسيرة الحركة الاسلامية في العراق للفترة ١٩٦٨ ـ ٢٠٠٣ م وهي الفترة السوداء التي سيطر فيها حزب البعث على مقاليد الأمة في العراق فعاش الشعب العراقي بكل فئاته ، وشرائحه الاجتماعية والسياسة فصول المحنة الرهيبة عبر حمامات الدم ، والتشرد ، والمقابر الجماعية ، والحروب المدمرة ، حتى تحولت أرض السواد الخضراء الجميلة الى خراب ورماد تعصف به الريح.
وملحمة « قوافل النور » مشروع أدبي وتاريخي ، حافل بفضائل ومواقف أهل البيت عليهمالسلام ومدرستهم الفذة ذات الجذور الراسخة بالاصالة والعمق الرباني والامتداد الرسالي ، وهي زاد الخطيب الحسيني الهادف الذي يحرص على تقديم المادة التاريخية والادبية الحية لجماهيره على مختلف المواقع والساحات ، حيث يجد الخطيب في قوافل النور القصة التاريخية ذات السند الصحيح ، والامثال السامية ، والمواعظ المؤثرة ، والدروس الاخلاقية ، والمواقف الاجتماعية والسياسية التي تحفل بها سيرة النبي صلىاللهعليهوآله وسيرة الأئمة من اهل بيته الطاهرين عليهمالسلام. وهي ملف ادبي ، عقائدي يجد فيه المثقف متعة المراجعة التاريخية والفكرية وهو يتصفح السيرة العطرة والحياة الثرة لاهل البيت عليهمالسلام.