وعن العيّاشي في تفسيره أنّه رواه هكذا : فسرنا حتّى زالت الشمس وبلغنا مكانا قلت : هذا المكان الأحمر ، فقال : «ليس يصلّى ها هنا ، هذه أودية النمال وليس يصلّى فيها» قال : فمضينا إلى أرض بيضاء ، قال : «هذه سبخة وليس يصلّى فيها (١)» (٢) الحديث.
أقول : مقتضى هذه الرواية عدم اختصاص الكراهة بخصوص مجمع ترابها ، بل كفاية كون الأرض وادي النمل ، فلعلّ هذا هو المراد بمساكنها في المتن ، كما أنّه يحتمل أن يكون مراد من فسّر «قرى النمل» بمأواها هو هذا المعنى ، لا خصوص مجمع ترابها حول جحرتها ، والله العالم.
(و) في (مجرى المياه) كما يدلّ عليه مرسلة عبد الله بن الفضل ، المتقدّمة (٣).
وفي حديث المناهي قال : «ونهى أن يصلّي الرجل في المقابر والطرق والأرحية والأودية» (٤) الحديث.
والأودية جمع واد ، وهو ـ على ما في مجمع البحرين (٥) ـ : الموضع الذي يسيل منه الماء بكثرة.
وربما يظهر من خبر أبي هاشم الجعفري صدق الصلاة في الوادي مع كونه في سفينة ونحوها ، فيعمّه الكراهة المستفادة من إطلاق خبر المناهي وإن كان
__________________
(١) كذا ، وفي المصدر : «بالسباخ» بدل «فيها».
(٢) تفسير العياشي ٢ : ٢٨٦ / ٤١ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٢٠٤.
(٣) في ص ٩٦.
(٤) تقدّم تخريجه في ص ١٠٢ ، الهامش (٤).
(٥) مجمع البحرين ١ : ٤٣٢ «ودا».