الذكري ، وهذا متّجه ، انتهى.
ولكن لا يخفى عليك أنّ تنزيل كلمات المشهور القائلين بالسقوط على إرادة الأذان الإعلامي في غاية الإشكال.
وكيف كان فظاهر الأخبار ـ كما تقدّمت الإشارة إليه ـ هو الاجتزاء للشانية بأذان الأولى ، فيكون الجمع بين الصلاتين مؤثّرا في صيرورة الأذان لهما ، والله العالم (١).
(ولو صلّى الإمام جماعة وجاء آخرون ، لم يؤذّنوا ولم يقيموا على كراهيّة ما دامت الأولى لم تتفرّق ، فإن تفرّقت صفوفهم أذّن الآخرون وأقاموا).
قد اختلفت آراء الأصحاب ـ رضوان الله عليهم ـ في هذه المسألة ؛ فإنّهم ـ بعد اتّفاقهم ظاهرا على سقوط الأذان والإقامة في الجملة ، عدا ما ستعرف من بعضهم من التردّد فيه ـ اختلفوا في أنّه هل هو رخصة ، أم عزيمة؟ وأنّه هل هو مخصوص بالجماعة ، كما ربما يستشعر من المتن وغيره ، أم يعمّ الفرادى؟ وأنّه هل هو مخصوص بمريد الجماعة ، أم لا؟ وأنّه هل هو في خصوص المسجد الذي له إمام راتب ، أو مطلقا ، أم أعمّ من المسجد وغيره؟ وفي أنّ الجماعة الثانية أو الثالثة كالأولى في سقوط الأذان عمّن ورد عليهم ، أم لا؟ وفي أنّه هل يعتبر وحدة صلاتهم أم لا؟ وفي أنّه هل يعتبر تفرّق جميع الصفوف ، أم يكفي في الجملة؟
__________________
(١) نلفت النظر إلى أنّ الشارح قدسسره لم يتعرّض لقول المصنّف قدسسره : «وكذا في الظهر والعصر بعرفة» وشرحه فيما بين أيدينا من النسخ الخطّيّة والحجريّة من هذا الكتاب.