اليدين معا ، فلو رفع إحداهما أو رفعهما على سبيل التعاقب ، لا يجزئ.
نعم ، لدى الضرورة أمكن القول باستحباب ما تيسّر منه ؛ لقاعدة الميسور ونحوها ، والله العالم.
الثالثة : المشهور بين أصحابنا ـ رضوان الله عليهم ـ في كيفيّة الرفع ـ كما ادّعاه غير واحد (١) ـ أنّه يبتدئ في التكبير بابتداء رفع يديه وينتهي بانتهائه
ويرسلهما بعد ذلك ، بل في محكيّ المعتبر والمنتهى : هو قول علمائنا (٢). وعلّلوه بأنّه هو معنى رفع اليدين بالتكبير.
وناقش فيه في الحدائق : بأنّ الرفع بالتكبير وإن كان لا يتحقّق إلّا بهذا إلّا أنّ هذه العبارة غير موجودة في شيء من أخبار المسألة ، وإنّما هي في كلام الأصحاب ، ولا حجّة فيه (٣).
وأورد عليه في الجواهر : بأنّ النصّ موجود ، ولكن دعوى أنّ هذا هو معناه لا يخلو من نظر (٤).
أقول : أمّا النصّ : فهي رواية العلل ، المتقدّمة (٥) ؛ حيث وقع فيها التعبير بلفظ رفع اليدين بالتكبير ، ولكن في بعض الكتب المصنّفة وجدتها بلفظة «في» بدل
__________________
(١) كالسبزواري في ذخيرة المعاد : ٢٦٨ ، والبحراني في الحدائق الناضرة ٨ : ٤٩ ، والسيّد الطباطبائي في رياض المسائل ٣ : ١٢٧ ، وصاحب الجواهر فيها ٩ : ٢٣٤.
(٢) المعتبر ٢ : ٢٠٠ ، منتهى المطلب ٥ : ١٣٤ ، وحكاه عنهما البحراني في الحدائق الناضرة ٨ : ٤٩.
(٣) الحدائق الناضرة ٨ : ٤٩.
(٤) جواهر الكلام ٩ : ٢٣٤ ـ ٢٣٥.
(٥) في ص ٤٨٤.