العرب ، فيمكن أن يكون الأذان لدفع الخيال الذي يحصل في الفلوات وإن لم يكن له حقيقة (١). انتهى كلام الذكرى.
وعن النهاية الأثيريّة أنّه ـ بعد أن ذكر في تفسير «لا غول» الوارد في الحديث بعض الكلام الذي يشبه ما تقدّمت حكايته عن الهروي ـ قال ما لفظه : وقيل : قوله : «لا غول» ليس نفيا لعين الغول ووجوده ، وإنّما فيه إبطال زعم العرب في تلوّنه بالصور المختلفة واغتياله ، فيكون المعنى بقوله : «لا غول» أنّها لا تستطيع أن تضلّ أحدا ، ويشهد له الحديث الآخر : «لا غول ولكن السعالي» [ السعالي ] (٢) سحرة الجنّ ، أي : ولكن في الجنّ سحرة لهم تلبيس وتخييل ، ومنه الحديث : «إذا تغوّلت الغيلان فبادروا بالأذان» أي : ادفعوا شرّها بذكر الله تعالى (٣). انتهى.
وكيف كان فلا إشكال في استحباب الأذان في الحال المزبور.
ومنها : الأذان في أذن المولود ، اليمنى ، والإقامة في اليسرى ،كما يدلّ عليه مرسلة الصدوق عن الصادق عليهالسلام ، قال : «المولود إذا ولد يؤذّن في أذنه اليمنى ويقام في اليسرى» (٤).
ومنها : الأذان في أذن من ساء خلقه ،كما يشهد له صحيحة هشام بن سالم أو حسنته عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «اللحم ينبت اللحم ، ومن تركه أربعين يوما
__________________
(١) الذكرى ٣ : ٢٠٦ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٣٦٥.
(٢) ما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.
(٣) النهاية ـ لابن الأثير ـ ٣ : ٣٩٦ «غول» وحكاه عنها البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٣٦٥ ـ ٣٦٦.
(٤) الفقيه ١ : ١٩٥ / ٩١١ ، الوسائل ، الباب ٤٦ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٢.