جمعا بينها وبين الأخبار المتقدّمة ، مع عدم اعتبار هذا القيد في مرابض الغنم والبقر ، التي شاركت المعاطن في الحكم بمقتضى ظاهر الموثّقة ليس بأولى من حمل النهي في تلك الأخبار على الكراهة ، كما لا يخفى.
(و) كذا تكره في (مساكن النمل) المعبّر عنها في مرسلة عبد الله بن الفضل ، المتقدّمة (١) بـ «قرى النمل» وهو جمع قرية ، وهي مجمع ترابها ، كما عن القاموس وغيره (٢) ، وعن غير واحد من اللغويين تفسير قرى النمل بمأواها (٣). ولعلّ الاختلاف في التعبير.
ويدلّ عليه أيضا خبر عبد الله بن عطاء ـ المرويّ عن الكافي وعن كتاب المحاسن ـ قال : ركبت مع أبي جعفر عليهالسلام وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا قلت : الصلاة جعلني الله فداك ، قال : «هذه أرض وادي النمل لا يصلّى فيها» حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له مثل ذلك ، فقال : «هذه أرض مالحة لا يصلّى فيها» (٤).
وعن المجلسي في البحار أنّ في بعض النسخ : «نصلّي» في الموضعين بالنون ، وفي بعضها «يصلّى» بالياء (٥).
__________________
(١) في ص ٩٦.
(٢) القاموس المحيط ٤ : ٣٧٧ «القرية» ، الصحاح ٥ : ١٨٨٦ «جرثم» ، أساس البلاغة : ٣٦٤ «قرو» ، شمس العلوم ٢ : ١٠٦١ «جرثومة» و ١٠٧٤ «تجرثم» ، وحكاه عنها الفاضل الاصبهاني في كشف اللثام ٣ : ٢٩٧.
(٣) المحيط في اللغة ٦ : ٨ «قرى» ، فقه اللغة : ٣١٤ ، السامي في الأسامي : ٢٨٩ ، الباب التاسع عشر في ذكر الحشرات والهوامّ ، وحكاه عنها الفاضل الاصبهاني في كشف اللثام ٣ : ٢٩٧.
(٤) الكافي ٨ : ٢٧٦ / ٤١٧ ، المحاسن : ٣٥٢ / ٤١ ، الوسائل ، الباب ٢٠ من أبواب مكان المصلّي ، ح ٥.
(٥) بحار الأنوار ٨٣ : ٣٢١ ، ذيل ح ١٤ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٢٠٤.