ويحتمل قويّا أن يكون التفصيل بين حال التشهّد وغيره منشؤه تأكّد استحبابه حال التشهّد ، لا كراهة الترك ، والله العالم.
(و) الثاني : (أن يقف على أواخر الفصول) في كلّ من الأذان والإقامة إجماعا ، كما ادّعاه في المدارك (١) وغيره (٢).
ويدلّ عليه ما عن الصدوق مرسلا عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «الأذان والإقامة مجزومان» (٣). وقال : وفي خبر آخر : «موقوفان» (٤).
ولكن قد ينافيه في الإقامة ما عن الكليني (٥) والشيخ ـ في الصحيح أو الحسن ـ عن زرارة قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «الأذان جزم بإفصاح الألف والهاء ، والإقامة حدر» (٦) فإنّ مقابلة الحدر ـ الذي هو الإسراع بالجزم الذي هو القطع الحاصل بترك الإعراب ـ مشعرة بإرادة الوصل الموجب لظهور الإعراب من الحدر في الإقامة.
ولكن لا ينبغي الالتفات إليه في مقابل ما عرفت ، فيحتمل قويّا أن يكون المراد بالجزم في هذه الرواية السكون والطمأنينة ، أي التأنّي الذي يقابله الحدر.
ثمّ إنّ المراد بالألف والهاء ـ المأمور بإفصاحهما في هذه الرواية وفي
__________________
(١) مدارك الأحكام ٣ : ٢٨٤.
(٢) الخلاف ١ : ٢٨٢ ، المسألة ٢٤ ، تذكرة الفقهاء ٣ : ٥٣ ، المسألة ١٦٣ ، مفاتيح الشرائع ١ : ١١٧ ، مفتاح ١٣٤ ، الحدائق الناضرة ٧ : ٤٠٨.
(٣) الفقيه ١ : ١٨٤ / ٨٧٤ ، الوسائل ، الباب ١٥ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٤.
(٤) الفقيه ١ : ١٨٤ ، ذيل ح ٨٧٤ ، الوسائل ، الباب ١٥ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٥.
(٥) لم نجده في الكافي ، ونسبه إليه العاملي في الوسائل ، وكذا الشيخ الطوسي رواه عن محمّد ابن يعقوب ، لا حظ الهامش التالي.
(٦) التهذيب ٢ : ٥٨ / ٢٠٣ ، الوسائل ، الباب ١٥ من أبواب الأذان والإقامة ، ح ٢.