فمن جملة تلك الأحكام ما أشار إليه المصنّف رحمهالله بقوله : (الصلاة في الأماكن كلّها جائزة).
وهذا ممّا لا شبهة بل لا خلاف فيه على ما ادّعاه بعض (١) ، بل الإجماع عليه على ما في المدارك (٢) وغيره (٣).
ويدلّ عليه ـ مضافا إلى الأصل والإجماع ـ الأخبار المستفيضة الواردة في مقام الامتنان ، الدالّة على عموم مسجديّة الأرض.
كمرسلة الصدوق ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا» (٤) الحديث.
وخبر أبان بن عثمان عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إنّ الله أعطى محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ـ إلى أن قال ـ : وجعل له الأرض مسجدا وطهورا» (٥).
وعن المحقّق في المعتبر مرسلا ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «جعلت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا أينما أدركتني الصلاة صلّيت» (٦).
وعن محاسن البرقي عن النوفلي بإسناده ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) الشهيد في الذكرى ٣ : ٧٧.
(٢) مدارك الأحكام ٣ : ٢١٦.
(٣) الغنية : ٦٦.
(٤) الفقيه ١ : ١٥٥ / ٧٢٤ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب مكان المصلّي ، ح ٢.
(٥) الكافي ٢ : ١٧ (باب الشرائع) ح ١ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب مكان المصلّي ، ح ١.
(٦) المعتبر ٢ : ١١٦ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب مكان المصلّي ، ح ٥.