تكبيرة الإحرام يزيد عدد التكبيرات بكثير.
وفيه : أنّ المتأمّل في أخبار الباب لا يكاد يرتاب في أنّ التكبيرات الافتتاحيّة ليست ـ كالإقامة ـ خارجة عن الصلاة ، بل هي كتكبيرة الإحرام من الصلاة ، سواء قدّمها على تكبيرة الإحرام أم أخّرها ، فإن جاز دعوى خروج تكبيرة الإحرام عن الصلاة جاز دعواه فيما عداها ، فإنّ سوق الأخبار يشهد بأنّ التكبيرات السبع على نهج سواء من هذه الحيثيّة ، وقد تعلّق بالجميع أمر واحد بعنوان الافتتاح ، مع ما في بعضها من التصريح بأنّ واحدة منها أدنى ما يجزئ والسبع أفضل (١) ، وفي بعضها التعبير بأنّ «الإمام يجزئه تكبيرة واحدة ويجزئك ثلاث مترسّلا إذا كنت وحدك» (٢) إلى غير ذلك من الأخبار التي هي كالنصّ في أنّها من أجزاء الافتتاح الذي لا صلاة إلّا به ، غاية الأمر أنّ تكبيرة الإحرام بالخصوص ركنه الذي لا يتقوّم الافتتاح إلّا به ، وما عداه من أجزائه المستحبّة التي يجوز تركها لا إلى بدل ، فلا ينبغي الارتياب في أنّ جميعها من الصلاة ، ولذا حمل بعض (٣) الأخبار المتقدّمة المشتملة على عدد تكبيرات الصلاة على التكبيرات المتأكّد مطلوبيّتها ؛ جمعا بينها وبين أخبار الباب.
والأولى أن يدفع التنافي بينها بما أوضحناه فيما سبق وتقدّمت الإشارة إليه آنفا من أنّ الأمر لم يتعلّق بآحاد التكبيرات السبع من حيث هي كي يتعدّد بها عدد أجزاء الصلاة ، بل تعلّق بها بلحاظ القدر المشترك الحاصل في ضمنها ، أي طبيعة التكبير ، التي جعلها الشارع افتتاحا للصلاة ، ونبّه بالأخبار المزبورة وغيرها على
__________________
(١) تقدّم تخريجه في ص ٤٥٠ ، الهامش (٢).
(٢) تقدّم تخريجه في ص ٤٥٠ ، الهامش (٤).
(٣) لم نتحقّقه.