وإن كنت لم أشكر لك المنن التي |
|
تملّيتها تترى فلا بقي الكفر (١) |
فهل علم الشلو المقدّس أنّني |
|
مسوّغ حال حار في كنهها الدّهر (٢) |
فإنّك شمس في سماء رياسة |
|
تطلّع منها حولنا أنجم زهر (٣) |
شككنا فلم نثبت لأيام دهرنا |
|
بها وسن أم هزّ أعطافها سكر (٤) |
وما إن تغشّتها مغازلة الكرى |
|
وما إن تمشّت في معاطفها الخمر (٥) |
سوى نشوات من سجايا مملّك |
|
يصدّق في عليائها الخبر الخبر (٦) |
أرى الدهر إن يبطش فأنت يمينه |
|
وإن تضحك الدنيا فأنت لها ثغر |
وكم سائل بالغيب عنك أجبته |
|
هناك الأيادي الشّفع والسودد الوتر (٧) |
هناك التّقى والعلم والحلم والنهى |
|
وبذل اللها والبأس والنظم والنثر (٨) |
همام إذا لاقى المناجز ردّه |
|
وإقباله خطر وإدباره حصر (٩) |
محاسن ما للروض سامره الندى |
|
رواء إذا نصت حلاها ولا نشر |
متى انتشقت لم تدر دارين مسكها |
|
حياء ولم يفخر بعنبره الشّحر (١٠) |
عطاء ولا منّ ، وحكم ولا هوى |
|
وحلم ، ولا عجز ، وعز ولا كبر |
قد استوفت النعماء فيك تمامها |
|
علينا فمنا الحمد لله والشّكر |
__________________
(١) في ب «تترى فأوبقني الكفر».
(٢) في ب «مسوّغ حال حار في كنهها الفكر». وفي ه «مسوغ حال ضلّ في كنهها الفكر».
(٣) في ب «تطلّع منهم حولنا ...» وزهر : جمع أزهر وزهراء وهو المنير المشرق ، الصافي اللون والأزهران الشمس والقمر.
(٤) أعطافها : جمع عطف ، وهو الجانب والطرف وعطفا كل شيء : جانباه وفي ب «أأيام دهرنا».
(٥) في الديوان «مفاصلها الخمر». ومعاطفها : جمع معطف وهو الرداء. والكرى : النوم.
(٦) الخبر : بفتحتين : وهو ما ينقل ويتحدث به ، والخبر ـ بضم فسكون : هو التجربة والاختبار ، ويقال : صدق الخبر الخبر ، أي أن الاختبار بالمشاهدة أثبت الخبر المسموع. ومن قولهم : ما سمعت أذني بأحسن مما قد رأى بصري.
(٧) الشفع والوتر : الزوج والآحاد. وشفع الشيء : صيّره شفيعا ، أو زوجا ، وكان وترا فشفعه بآخر أي قرنه به.
والسودد : كرم المنصب والقدر الرفيع والسيادة ، وهنا أراد بالشفع العطاء بكلتي يديه ، والسودد : الوتر ، أي السيد صاحب السيادة الأوحد.
(٨) اللها : العطايا. وفي عجز بيت للشاعر ابن وهبون في حضرة المعتمد : تجيد العطايا واللها تفتح اللها.
(٩) المناجز : من فعل ناجز : أي قاتل وبارز. ومن قولهم «المحاجزة قبل المناجزة ، أي المسالمة وطلب الصلح قبل المعالجة في القتال.
(١٠) في ب ، ه «ولم تفخر بعنبرها الشحر».