وقال المعتمد رحمه الله تعالى : [الكامل]
داوى ثلاثته بلطف ثلاثة |
|
فثنى بذاك رقيبه لم يشعر |
أسراره بتستّر ، وأواره |
|
بتصبّر ، وخباله بتوقّر |
وكانت له جارية اسمها «جوهرة» وكان يحبّها ، فجرى بينهما عتاب ، ورأى أن يكتب إليها يسترضيها ، فأجابته برقعة لم تعنونها باسمها ، فقال : [السريع]
لم تصف لي بعد وإلّا فلم |
|
لم أر في عنوانها جوهره |
درت بأني عاشق لاسمها |
|
فلم ترد للغيظ أن تذكره |
قالت : إذا أبصره ثابتا |
|
قبّله ، والله لا أبصره |
وقال في هذه الجارية : [السريع]
سرورنا بعدكم ناقص |
|
والعيش لا صاف ولا خالص |
والسّعد إن طالعنا نجمه |
|
وغبت فهو الآفل الناكص (١) |
سمّوك بالجوهر مظلومة |
|
مثلك لا يدركه غائص (٢) |
وقال فيها أيضا : [مجزوء الرمل]
جوهرة عذبني |
|
منك تمادي الغضب |
فزفرتي في صعد |
|
وعبرتي في صبب |
يا كوكب الحسن الذي |
|
أزرى بزهر الشّهب |
مسكنك القلب فلا |
|
ترضي له بالوصب (٣) |
وقال في جارية اسمها وداد : [الخفيف]
اشرب الكأس في وداد ودادك |
|
وتأنّس بذكرها في انفرادك (٤) |
قمر غاب عن جفونك مرآ |
|
ه وسكناه في سواد فؤادك (٥) |
__________________
(١) في ه : «وغيث فهو الآفل الناكص» ، تحريف. والناكص : المحجم ، الراجع ، الآفل.
(٢) الغائص : أراد من يغوص في البحر بحثا عن الجواهر.
(٣) الوصب : الوجع والمرض.
(٤) في ج : «اشرب الكأس من وداد ودادك».
(٥) سواد القلب : حبة القلب ، ومهجته.