وأقامت على ذلك زمانا ، ثم رأت أن خبر الواحد قد يلحقه التنفيد (١) ، ودرت أن المجتهد لا يجوز له التقليد ، طلب العلم فريضة على كل مسلم ، فرجعت أدراجها في ارتياد الإقناع ، وألقى في روعها إلقاء الخمار والقناع ، فهناك وضح لها البرهان ، وصحّ لها أن الآتي ملك لا شيطان. [الطويل]
تولى عليه الروح من عند ربّه |
|
ينزّل من جوّ السّماء ويرفع (٢) |
نشاوره فيما نريد وقصدنا |
|
إذا ما اشتهى أنّا نطيع ونسمع |
فصل : سبقت لها من الله تعالى الحسنى ، فصنعت حسنا وقالت حسنا ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه ، ما فتر الوحي بعدها ، ولا مطل الحق الحي وعدها ، وعد الله لا يخلف الله وعده ، دانت لحب ذي الإسلام ، فحياها الملك بالسّلام ، من الملك السّلام ، من كان لله كان الله له ، أغنت غناء الأبطال ، فغناها لسان الحال. [البسيط]
هل تذكرين فدتك النفس مجلسنا |
|
يوم التقينا فلم أنطق من الحصر |
لا أرفع الطّرف حولي من مراقبة |
|
بقّي عليّ ، وبعض الحزم في الحذر (٣) |
يسرت لاحتمال الأذى والنصب ، فبشرت ببيت في الجنة من قصب ، هل أمنت إذ آمنت من الرعب ، حتى غنيت عن الشبع بما (٤) في الشعب. [البسيط]
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله |
|
لن تبلغ المجد حتّى تلعق الصّبرا |
واها لها احتملت عض الحصار ، وما أطاقت فقد النبي (٥) المختار. [الوافر]
يطول اليوم لا ألقاك فيه |
|
وشهر نلتقي فيه قصير |
والحبيب سمع المحبّ وبصره ، وله طول محياه وقصره. [الرمل]
أنت كلّ النّاس عندي فإذا |
|
غبت عن عيني لم ألق أحد |
مكثت للرياسة مواسية وآسية ، فثلثت في بحبوحة الجنة مريم وآسية (٦) ، ثم ربعت البتول
__________________
(١) فند الرأي أو الخبر : خطّأه.
(٢) في ب «تدلى عليه الروح ...».
(٣) في ب «بقي علي وبعض الحزم وفي الحذر».
(٤) في ه «الشبع في الشعب».
(٥) في ب «ما أطاقت فقد المختار».
(٦) ثلّثت : كانت ثالثة. ومريم هي مريم بنت عمران أم عيسى ابن مريم. وآسية هي بنت مزاحم زوجة فرعون.